بقلم كيرلس بهجت

في مقالتها (الزواج ليس أنجازا ) ” Getting Married Is Not an
Accomplishment ” بتعبر الكاتبة Natalie Brooke عن إستغرابها ان إحنا في سنة 2017 و لسه في بنات بتعتبر ان من انجازات حياتها انها تتجوز !!!؟!
ده بالنسبة لهم أهم من انها ترتقي في شغلها او حتي تتقدم في تعليمها ! فعلي حد قولها “You don’t have to have a brain, drive or special skill set to get married. You just have to have a willing partner.” بمعني أنك كبنت مش محتاجة يكون عندك عقل او دافع او حتي مهارات  خاصة عشان تتجوزي , أنما مجرد شريك مستعد وعنده الرغبة !!


الصراحة اي شخص ممكن يقرا مقالة Natalie ممكن يحس انها شخص متطرف او حد عدائي لفكرة الجواز ! فازاي واحد ست تقول ان الجواز مش حاجة مهمة بالنسبة للست ؟!! .. و الحقيقة اللي يركز في المقالة كويس مش حيلاقي ده كلامها خالص .. فالجواز أو حتي الأرتباط العاطفي تحت اي مسمي مهم جدا و حاجة كويسة , بس المشكلة انه زيه زي اي حد حياتي بيحصل في حياة الشخص , هو مجرد خطوة ع سلم كبير اسمه مشوار
نجاح الفرد .. مش أنجاز او حدث مضخم !

أنما المشكلة في البنت اللي بتتعامل مع فكرة الجواز ان هي ديه نقطة النهاية، أو ان رسالتها في الحياة هي انها تتجوز و خلاص كدة ! , لكن السؤال هنا هل أحنا بنتجوز عشان الجواز نفسه و لا عشان الهدف منه ؟! .. فالحقيقة ان كل خطوة الانسان بيعملها لازم تكون بتصب في شخصه و كيانه، فمثلا الراجل بيتجوز عشان هو حابب يرتبط عاطفيا بواحدة تساعده و تكون شريكة حياته، واحده تقدمه و تدفعه انه يكون احسن، واحده تضمن انه يبقي في وضع اجتماعي او حتي نفسي افضل، و مع كدة هو عنده شغله الخاص و وضعه المادي اللي بيشتغل علي تطويره .. نفس الفكرة للست، فالجواز اللي مايقمدش في حياتها او يخليها في مرتبه افضل , ده مش بيبقي مجرد ارتباط مزيف لا ده قيد و سجن لشخصها و ذاتها ! .. فالجواز المفروض يكون وسيلة قبل ما نتعامل معاه  كغاية ..


في النهاية هقتبس من رواية ( ديجافو ) للكاتبة ( سلام عيدة ) :
– ألن تتزوجي إذن ؟ ( قالت الأم بحسرة وحزن )
– سأتزوج، أعدك … حين أجد رجلاً يرتاح له كل كياني، فالزواج يا أمي ليس ثوباً نرميه في ختام المسرحية ! ..الحب الذي لا يريحنا ويسعدنا، ليس حباً  بل هو شقاء من نوع آخر، يحميه المجتمع ببطانة سميكة، ويصم أذنيه عن عيوبه بتصفيق حاد لمن انضم إلى قطيع المتزوجين، ولو نُزعت الأقنعة لوجدتِ نصف المتزوجين تُعساء لسوء الاختيارولتسرّع القرار .. و أنا لا أرغب في أن أكون مثلهم يا أمي ..