كل منطقة في مصر فيها قهوة معروفة بيتجمّع فيها شباب المنطقة كلهم و القهوجي اللي شغال هناك بيكون عارف أسامي كل الناس اللي بيقعدوا علي القهوة وكمان طلبات كل واحد فيهم سواء كانوا صغيرين أو كبار… القهوة بتلم كل أنواع الناس اللي ممكن تتخليها، وكل واحد منهم بيبقي ليه طريقة كلام وتعامل مع باقي الناس علي القهوة..

 

القهوة في مصر هي بمعني أصح البيت التاني للشباب والكبار.. بيهربوا من قعدة البيت بالقعدة عليها.. اللي بيلعب طاولة أو طرنيب، اللي بيشيّش واللي طالب أكل واللي نازل يشرب حاجة وماشي تاني.. اللي متجمعين عشان مش معاهم إلا عشرة جنيه ممكن يشربوا بيها حاجة مع حجر شيشة وكمان هيتبسطوا لأنهم قاعدين مع صحابهم والناس اللي بيحبّوا قعدتهم… جمعنالكم الشخصيات اللي هتلاقوهم علي علي أي قهوة مصرية سواء روحتوها الصبح أو كنتوا قاعدين فيها لحد الفجر.

دايمًا هتلاقي واحد قاعد علي القهوة لوحده مش بيعمل أي حاجة في الحقيقة غير إنه باصص في الفضاء السرمدي ومتنح ومحدش فاهم هو في الحقيقة عايش ولا متوفي وده طبعًا بيكون بسبب كمية البرشام اللي هو ضاربها على الريق.. لو حد جرب يروح يكلمه أو يفتح هيلاقيه مش بيرد عشان هو مركز أوي في حاجة مش موجودة أساسًا. الناس المترملين أو المأتبرليين دول دماغهم بتكون مسوحاهم جامد عشان حبوب الترامادول وأبتريل دول بيخلوهم يحسوا إنهم في منتهي الذكاء وإنهم فاهمين كل حاجة وعشان كده هتلاقيهم دايمًا بتوع خناقات وحوارات ومشاكل عشان بيفهموا الحاجات علي مزاجهم وبيصدقوا اللي في دماغهم المتسوحه بس!

مفيش نزولة للقهوة مش هتلاقي اتنين قاعدين بيلعبوا فيفا علي اللابتوب وهما بيشربوا شيشة عشان هو ده كيفهم.. طبعًا هتلاقي زعيق فجأة عشان الشخص الخسران مضايق وبيشتكي إن الدراع معلّق وإنه سبب في خسارته.. بصوا بصراحة هما ممكن ساعات بيكونوا مزعجين بس مش مضرين، يعني هما قاعدين في حالهم وكافيين غيرهم شرهم.

 

في شلة كبيرة هتلاقيهم دايمًا قاعدين علي القهوة وقاعد وسطهم واحد كئيب مش بيتكلم ولا بيضحك ولا مركز معاهم.. الشخص ده بيكون عنده مشاكل كتيرة وبيطلعها علي الناس اللي قاعدين معاه… لا بيتكلم ولا بيضحك بس غالبًا صحابه بيطلعوه علي المسرح عشان بيهروه تريقة بسبب الكاَبه اللي هو فيها.. القعدة علي القهوة هتخليك تنسي مشاكلك لأن معظم الناس نازلة عشان تتبسط وتنسي مشاكلها بحجرين شيشة ودور طاولة وكمان الفٌرجة علي الماتشات ولو هيتكلموا عن مشاكلهم الكئيبة هيبقي في شكل هزار وتريقة ودي بتكون طريقتهم في نسيان مشاكلهم.

 

يوم الخميس والجمعة لازم هتلاقي شلة الشباب اللي رايحين يقعدوا علي القهوة شوية لحد ما ميعاد لعب الكورة ييجي فبييستعدوا للعب ده بكام حجر شيشة عشان أدائهم يبقي كويس معرفش إزاي بس عادي هو كده، الكيف بيذل. هتلاقي واحد فيهم لابس شورت وتيشيرت صلاح ولما تشوفه في الملعب تلاقيه بطة بلدي بتلعب… من برا ميسي وفي الحقيقة حالته كرب.

هتلاقي برده شلة كده في ثانوية عامة بيكون صوت ضحكهم عالي بس دمهم يلطش… الحاجات التريند اللي بتكون عدّى عليها شهور بتكون بالنسبة ليهم جديدة ومضحكة معرفش إزاي… ياعيني ثانوية عامة بتكون لحستلهم نفوخهم عشان بيدخلوا ف فجوة زمنية مش بيخرجوا منها إلا ساعة دخولهم الجامعة. قعدتهم علي القهوة مش بتطوّل عشان أوقات الدروس وكده فمش مشكلة، قشطة خليهم يتبسطوا.

 

 

في شخص بيكون قاعد لوحدة مش بيعمل حاجة غير إن حواليه كمية أوراق مش طبيعية، غالبًا بيكون بيخلص شغل متأخر عليه أو لو هو سنّه صغير فهو بيكون واحد في الجامعة وعنده امتحان تاني يوم وبيكون قاعد بيلم المادة عشان يعرف يعدّي الترم من غير مايشيل.