بقلم مروان عمر

 

بيقولوا أن مفيش حاجه عظيمه بتيجي وأنت في الComfort Zone وعندهم حق، بس لكل قاعده شواذ. انهارده هنتكلم عن ناس كانوا إستثناء للقاعده فأصبحوا موضع حديث بين الناس لكسرهم للمتعارف عليه بيننا. ناس قدموا كل جديد وقت ما كان كل اللي حاول يعمل زيهم بيقع في فخ التكرار. ناس نجحوا سوا مره و اتنين و عشره في حين أن غيرهم جرب كل حاجه عشان يحظي بعُشر نجاحهم و مقدرش، و سابولنا أفلام تنفع كل زمان و مكان و عمرك ما هتحس أنها قِدمِت حتي لو من أيام جدك.

انهرده الكلام هيكون علي ناس قدروا يخلقوا بينهم و بين بعض Comfort Zone و ينجحوا سوا وهم فيها لعشرات السنين، ضاربين بالتقاليد عرض الحائط. تجديد دائم، إبداع غير منقطع، و تفرُّد و اختلاف عن كل من كان في يوم بيجاورهم المجال. الثنائيات السينمائيه الناجحه قليله لصعوبه الموضوع و ده منطقي لأن المشاهد ذكي و توقعاته عاليه، و من واقع خبرته في الأفلام بيقدر يتوقع اللي هتقدمهوله. ممكن تبهره مره، لكن كل مره هتعلَّي علي سقف توقعاته؟ و مع نفس الناس؟ بنفس العقليه و نفس الStyle؟ صعب.

دي قائمه شخصيه مكونه من أكتر الثنائيات الناجحه، اللي تركت بصمتها في قلوبنا و في تاريخ السينما:

مارتن سكورسيزي و روبرت دي نيرو

elite-daily-robert-deniro-martin-scorsese

الكلام هنا عن أسطورتين، أسطوره (مارتن سكورسيزي) اكتشفت أسطوره تانيه (روبرت دي نيرو). فـهل أنت متخيل؟ تعاونهم الأول سنه 1973 في فيلم Mean Streets كان نقطه تحول للإتنين. سكورسيزي المخرج الشاب، من شويه أفلام قصيره و وثائقيه محدش سمع عنها، للمجد من أوسع أبوابه في أقوي إنطلاقه أظهرت قدرات إبداعيه في الإخراج و كتابه السيناريو في فيلم رغم ميزانيته الضئيله إلا أنه كان شاهد علي ولاده مخرج كبير، و الحال عند دي نيرو ميختلفش كتير، فبعد أدوار صغيره في أفلام مغموره، ظهر وحش كاسر بأقوي أداء لنجم صاعد، و ده أهِّله أن المخرج فرانسيس فورد كوبولا يختاره معاه في فيلم The Godfather Part II بعده بسنه واللي أخد عليه الأوسكار عن دور، هو من أفضل ما لُعب علي الشاشه. علي مدار حوالي 22 سنه قدموا فيها سوا أفلام أشهرها Taxi Driver و Goodfellas Casino و Cape Fear. أفلامهم كان معظمها عن الجريمه و المافيا الإيطاليه اللي اتعرفوا بيها و حبها الجمهور، وهم كمان ارتاحوا في تقديم النوعيه دي بشكل جديد علي الناس ساعتها نتيجه لأصولهم الإيطاليه في الأساس، و لإنتشار النوعيه دي من الأفلام في فتره السبعينات و التمانينات اللي شهدت تألقهم. 22 سنه بينزلوا للجماهير بأفلام سوا، و عمرها ما قلشت منهم في فيلم، ولا عمرهم وقعوا في فخ التكرار.

مارتن سكورسيزي و دي كابريو

ap639990938902

بعد 22 سنه تعاون مع روبرت دي نيرو، رجع سكورسيزي لإكتشاف موهبه جديده تشيل الرايه،  و كان دي كابريو -إيطالي الأصل بردو- هو سعيد الحظ. بعكس دي نيرو، فـ دي كابريو مكانش مغمور لما بدأ يشتغل مع سكورسيزي، فكان قدِّم فيلم تيتانيك في دور جاك الحليوه حبيب البنات، بس سكورسيزي كان شايف أن دي كابريو عنده ما يؤهله أنه يبقي ممثل متكامل مش بس واد أمور البنات بتحبه وبيعتمد علي ملامحه الجذابه في أنه يشد الإنتباه لأفلامه، فشهد التعاون بينهم نقله لـدي كابريو، فالشغل مع سكورسيزي لوحده تحول في حياه أي ممثل، غير ده، شهد نقله نوعيه لأدوار دي كابريو، من بعد الأدوار اللي لا تنال إلا إعجاب المراهقات، إلي أدوار تحظي بإعجاب النقاد و المحللين، من جوائز ال MTV الطفوليه إلي 5 ترشيحات للأوسكار و فوزه سنه 2016، من أدوار الولد المراهق إلي أدوار الشاب اللي بيكتشف الدنيا، و من الشاب اللي بيكتشف الدنيا إلي أدوار الأب اللي شاف من الدنيا كتير. بدأ الثنائي بفيلم Gangs of New York سنه 2002 وكان بيدور في الإطار اللي غاويِه سكورسيزي; الجريمه. إطار مغيروش سكورسيزي بتغير الممثل الرئيسي اللي بيشتغل معاه إلا في مرات قليله. علي مدار 15 سنه عملوا أفلام حصدت جوايز كتير منها The Aviator، و The Departed  اللي نال عليه سكورسيزي الأوسكار الأولي له، و Shutter Island و آخرهم The Wolf of Wallstreet سنه 2013. 15 سنه نفس نوعيه الأفلام تقريبًا، و لسه الجمهور لو جاله خبر إنهم شغالين علي فيلم جديد بيعد الأيام علي صدوره أكنه الأول.

سيرجيو ليوني و إينيو موريكوني

464f28017765d23fe630ef154f60993aa07dce81

المره دي ثنائي ورا الكواليس، بس تأثيرهم حاضر يمكن أكتر من ناس كتير بتبقي متصدره الشاشه. و كأن إيطاليا مكتفتش أنها تطلعنا سكورسيزي و دي نيرو و آل باتشينو، فجابت لنا كمان المخرج الإيطالي سيرجيو ليوني و الموسيقار العظيم إينيو موريكوني. ممكن متبقاش عارفهم بس عارف أعمالهم، أكيد شفت فيلم The Good, The Bad and The Ugly و أنت صغير و أكيد سمعت الموسيقي بتاعته في يوم من الأيام في إعلان أو في مكان عام. بدأوا العمل سوا فيما يُسمي بثلاثيه السباجيتي أو The Man With No Name Trilogy في الستينات وهي سلسله من 3 أفلام: A Fistful of Dollars و For a Few Dollars More و The Good, The Bad and The Ugly. معظم أفلام ليوني كانت من نوع الWestern الكلاسيكيه اللي لسه بتتشاف لحد انهرده بعد أكتر من نص قرن عدي عليهم، و مكانتش هتبقي مكمله معانا كل ده لولا موسيقي العظيم إينيو موريكوني اللي إدت النوع ده من الأفلام شكل تاني. مقطوعه واحده منه كانت تقدر تديك إحساس الأمل و الخوف في نفس الثانيه، توترك لحظه و تطمنك اللي بعدها، تخليك مترقب لأقصي درجه، و فجأه و بمنتهي السلاسه و السهوله، تلغي كل الأحاسيس دي و تبدأ تبني لحاله جديده بأحاسيس جديده بناء علي ما يطلبه المشهد. هم بيلعبوا بيك زي ما هم عايزين وأنت مستمتع باللي أنت سامعه و شايفه. ليوني مدرسه للي عايز يتعلم ازاي يحكي قصه و يكتب سيناريو قوي، و موريكوني علامه للي عايز يعرف دور الموسيقي التصويريه في الأفلام، و اللي عايز يتعلَّم من معَلِّمين كبار، بيشوف أفلام الثنائي ده، ويقول الله.

ريتشارد لينكلاتر و إيثان هوك

54cfd3a8e90ac_-_esq-linklater-hawke-pp

الثنائي الرابع هم ثنائي علي قدر كبير من التوافق من ساعه ما اشتغلوا أول مره سوا، مخرج بيكتب كل أفلامه، و ممثل بيطبق رؤيه المخرج بأداء يحسسك أنه امتزج مع الشخصيه و بيأديها بكل عفويه أكنها مكتوبه له هو لوحده دونًا عن كل الممثلين، مش تقمص أو تمثيل. الحاجه اللي بتميز أفلام الكاتب والمخرج ريتشار لينكلاتر هي وضعه لعامل الزمن كعامل أساسي في أعماله، فـفي أول عمل يجمعهم في فيلم Before Sunrise سنه 1995، البطل بيقابل البطله في قطر و بيقرروا ينزلوا سوا في مكان غير وجهتهم، وهو فيينا و يقضوا يوم واحد سوا وفي نهايته بيتفقوا يتقابلوا تاني خلال شهور. اللقاء التاني مبيحصلش غير بعد 9 سنين، في الجزء التاني اللي بينزل للسينمات 9 سنين بعد معاد عرض أول فيلم (Before Sunset – 2004 ). نفس الكلام مع الجزء التالت اللي بيحكي أحداث بتدور بين نفس البطلين بعد 18 سنه من أول لقاء، و الفيلم بينزل بعد 18 سنه من أول فيلم فعلًا(Before Midnight – 2013 ). نفس الطريقه تم اتباعها في فيلم Boyhood اللي بيحكي 12 سنه في حياه ولد من الطفوله للجامعه بكل اللي بيواجهه في حياه عاديه أغلبنا عاشها و بيعيشها، وفعلًا اتصوَّر في 12 سنه مع نفس الأبطال في واقعيه تخليك تعيش الفيلم بدون أي جهد منك أنك تندمج معاه. و من علامات الثقه المتبادله بين الاتنين هي وصيه لينكلاتر لـهُوك أنه يخرج الفيلم لو هو مات قبل ما يخلصه و ده يوريك أد إيه هم متفانيين في تقديمهم لحاجه مختلفه و حلوه، ضيف علي كده حوار مكتوب بطريقه ولا أجمل، و شخصيات تلمسك تقدر تـRelate to Them، و أداء هوك اللي بيقدر مش بس يجسد تحولات شخصيته بإحتراف، لأ و كمان بيقدر يجسد تكيف شخصيته مع الزمن اللي بيعتمد عليه لينكلاتر في أفلامه و دي حاجه بيمتاز بيها هوك، فبيطلع الشكل النهائي للعمل صادق و غير مُفتعل إطلاقًا. ثنائي بيقدم فن مبنشفوش كتير و يستحق اهتمام أكبر.

كريستوفر نولان و هانس زيمر

hznolan

تخيل معايا Inception من غير تراك Time، و مشاهد التشويق في الفضاء في Interstellar من غير الموسيقي اللي بتعلي و بتاخدنا معاها فوق، أو مشهد نهايه The Dark Knight Rises من غير بصمه هانس زيمر، حاجه مستحيل تتخيلها لإن ببساطه فيه Perfect Match و توارد خواطر بين الاتنين دول غير طبيعي. بعد كل فيلم نشوفه ليهم بيحصلنا حاجتين: بنبقي Mindfucked و منبهرين من ال Twists بتاعت نولان في آخر الفيلم، و بنعد الدقايق اللي هنبقي فيها قصاد ال Laptops بتعاتنا عشان ننزل ألبوم موسيقي الفيلم بتاع زيمر، و ده أكبر دليل علي نجاح الإتنين. مع بدايه كل عمل، و بكلمات بسيطه نولان يقولها لـزيمر عن فكره الفيلم بشكل عام جدًا عشان ميبقاش حَصَره في حاجه معينه (زي ما قال في تصريحاته)، يقوم زيمر مشتغل علي الكلام المبهم ده و مطلَّع موسيقي ماشيه مع الجو العام للفيلم بطريقه ممكن كانت تفوق توقعات نولان نفسه، و المستفيد الأول هو الجمهور. فـبين عوالم نولان المظلمه و الخارقه للطبيعه و حتي الإنسانيه، كان زيمر شريك أساسي معاه في بناء العوالم دي. الإتنين عندهم مخزون إبداعي رهيب و بعد إعلان نزول فيلمهم الجديد Dunkirk في الصيف، بنسأل نفسنا “يا تري التوافق بينهم هيبهرنا لأنهي درجه؟” مش “هل هيبهرونا ولا لأ”. نجاحهم كل مره مع سقف التوقعات المرتفع عند الجمهور حاجه تُحترَم و بقوا راس بـراس مع الناس التقيله في صناعه السينما.

كوينتين تارانتينو و سامويل جاكسون

landscape-1451737645-quentin

معظم أفلام تارانتينو فيها جزء مرتبط بالـ African-Americans. دايمًا أبطاله فيهم ناس من أصحاب البشره السوداء لإن أفلامه كلها في أحداثها بتُظهِر العنصريه اللي بتواجهها الفئه دي في المجتمع الأمريكي، و ساعات بتُظهِر الشكل النمطي ليهم وهو الجريمه و الخروج عن القانون، و الممثل اللي دايمًا بيلجأله تارانتينو في تجسيد الشخصيه دي أيًا كانت دوافعها، هو سماويل جاكسون كإن أي شخصيه سوده علي ورق تارانتينو هي محجوزه لسامويل جاكسون من قبل ما تتكتب. مفيش سبب واضح ورا إقحامه دايمًا لأصحاب البشره السوداء في أفلامه، لكن ممكن لنشأته في ولايه تينيسي و هي من الولايات العنصريه، فـحَب يعبر عن حاجه حصلت قصاده سنين في الأفلام، و ممكن لعشقه للدمويه والجريمه في أفلامه و ارتباط السلاله الزنجيه بالحاجات دي فأصبحوا عامل أساسي في أفلامه،  لكن النتيجه واحده وهي 4 أفلام للاتنين دول مع بعض ابتدت ب Pulp Fiction سنه 1994 و آخرها كان The Hateful Eight في 2015. أفلام تارانتينو متعه علي كذا جانب، فجانب حَكي القصه مختلف عند تارنتينو لأن الTimeline اللي الأحداث ماشيه عليه مش تقليدي و مش ماشي بترتيب وقوع الأحداث، فـعادي تلاقيه باديء من الآخر و بعد كده رجع للبدايه بعد كده راجع للآخر تاني. أضِف علي ده مشاهد دمويه مفيش حد بيعمل زيها، و سامويل جاكسون بقدرته من خلال نبره صوته و طريقه كلامه علي إضحاكك عشان يوازن كميه العنف و الدماء اللي موجوده اللي كان هو بردو سبب فيها في مشهد سبق مشهد إضحاكه ليك. تنوع فريد في الأداء من جاكسون و أسلوب مختلف من تارنتينو في العمل يخلي أي فيلم فيه أسامي الاتنين دول علي ال Poster جدير بالمشاهده.

كريستوفر نولان و مايكل كاين

076de894d55c0dead08202129557d642aa4683fb8c2b55ff1d3f642dadf8403d

نولان محترف مؤثرات بصريه و ده ساعده في أفلامه اللي معظمها بتدور في جو من ال Sci-fi، و في وسط الشقلبه و الدربكه والناس اللي بتطير و الأحلام اللي بتُختَرق و السَحَره اللي بيخلصوا علي بعض، بنحتاج كمشاهدين شخصيه وسط الأحداث يبقي دورها الأساسي أنها تتكلم بالمنطق و تعيد الأمور إلي نصابها ولو عن طريق الكلام علي الأقل، وده بيبقي الدور الدائم لمايكل كين في أفلامه مع نولان، فـوسط كل العداوه اللي وصلت للقتل بين اتنين سحره انجليز في فيلم The Prestige، بييجي مايكل كين كل شويه يمثل صوت العقل و يهدي النفوس بينهم، نفس الكلام في The Dark Knight و جملته الشهيره “Master Wayne” اللي بتصحابها السبع وصايا لبات مان اللي إيده سابقه عقله. لا يختلف الوضع ده في Inception و Interstellar و أي فيلم شارك في عمله الاتنين دول مع بعض. قد يكون دور مايكل كاين مساندًا، و قد يكون مش بيطير زي باتمان ولا بيخترق الأحلام، بس في غيابه هتحس بفرق كبير نتيجه لسيناريوهات نولان الخارقه لكل شيء، فبتحتاج وسطها شخصيه عاديه، و ساعات أقل من العادي كمان، غير خارقه علي الإطلاق.