التنمر

الطفلة أمل الشتيوي هي لاجئة سورية عندها 9 سنين، هربت مع أهلها من الحرب في سوريا لكندا، بس للأسف ده مكنش كفاية عشان ينقذ حياتها، عشان بعد أقل من 3 سنين، أمل إنتحرت…

بناء على كلام أهلها، أمل إنتحرت بسبب التنمر اللي كنت بتتعرض له من “الأطفال” اللي معاها في المدرسة.

قصة أمل وعائلتها

من 3 سنين عائلة الشتيوي هربوا من الحرب في سوريا بعد ما بيتهم اتدمر واتفجر وراحوا كندا كجزء من برنامج الحكومة الكندية للاجئين. استقرت العيلة في مدينة كالجاري في كندا وأطفالهم (من ضمنهم أمل) بدأوا يروحوا المدرسة هناك. أمل كان حلمها تكمل دراسة وتطلع ممرضة وكانت بتوصف بكونها طفلة سعيدة وطبيعية بالنسبة لسنها.

بس مع الوقت بدأت تظهر مشاكل عند أمل بسبب مضيقات اللي كانت بتتعرضلها في مدرستها من الطلبة، سواء لفظية أو جسدية.

يوم 9 مارس 2019، عارف الشتيوي والد أمل لقاها ميتة في أوضة نومها …

معاناة أمل

بناء على كلام أهلها في تقرير Global News، أمل كانت بتروح المدرسة كويسة ومبسوطة، ترجع معيطة ومنهارة وبتطلب منهم ميودوهاش المدرسة تاني نظرًا للإهانة والمضايقات والتنمر الجسدي واللفظي اللي كانت بتشوفه هناك من زمايلها (اللي هما المفروض أطفال بردو).

بناء على نفس التقرير بردو، أهل أمل بلغوا إدارة المدرسة بالوضع أكتر من مرة، بس مفيش حاجة إتغيرت بالنسبة لأمل. فقرروا ينقلوها من المدرسة اللي هي فيها لمدرسة جديدة.

بس بناءً على كلام والدتها نصرة عبد الرحمن، قبل ما أمل تنقل من مدرستها القديمة بأسبوعين، أحد زمايلها قالها بما معناه “حتى لو نقلتي لمدرسة تانية، محدش هيحبك، ولا الطلبة ولا المدرسين. فأحسن لك تموتي نفسك”.

أهل أمل نقلوها فعلًا مدرسة تانية، بس للأسف كانوا متأخرين لأن بعدها بأرع أيام لقوها منتحرة على أرض أوضة نومها. 

ردود الأفعال الرسمية

بعد وفاة أمل، البوليس راحوا بيتها وإتكلموا مع أهلها بس قالو أن مكنش في أدلة كافية على تعرض أمل للتنمر وعشان كدة مش هيقدروا يفتحوا تحقيق رسمي في الإدعاءات دي.

المجلس التعليمي التابع لكالجاري قال -على لسان المدرسة- أنهم حققوا في الموضوع وجمعوا معلومات من المدرسين والعاملين في المدرسة، وكمان الطلبة، لكن متوصلوش لأي دليل على وقوع تنمر ولا أي بلاغات متقدمة للمدرسة عن حدوث تنمر. وده عكس الكلام اللي الأهل قالوه.

على الجانب الآخر، سام نامورة إحدى المؤسسين لبرنامج دعم المهاجرين في كالجاري قال أن تعرض الأطفال اللاجئين لتنمر في مدارسهم شئ شائع الحدوث بين العائلات اللاجئة في كالجاري بشكل خاص وكندا بشكل عام، لكن الموضوع عمره ما وصل للي حصل مع أمل.

بيضيف على كلامه أن السبب أن أهل أمل متكلموش أو محاولوش أكتر وهي عايشة أنهم يحلوا المشكلة هي أنهم -زي عائلات لاجئة كتير- خافوا يعملوا مشاكل أو يشتكوا أو يطلبوا حقوقهم إعتبارًا منهم أن دي مش حقوقهم وأنهم بما معناه كدة هيكونوا ‘بيتبطروا على النعمة’.

ليه إتكلموا دلوقتي؟

بعد إنتحار أمل أهل أمل فضلو ساكتين كتير ومحافظين على اللي حصل سر، بس بعد لجوئهم لبرنامج دعم المهاجرين في كالجاري ومساعدة سام نامورة ليهم في الفترة الصعبة اللي بيمروا بيها وتعاملهم مع خسارتهم الكبيرة، قرروا مؤخرًا أنهم يحكوا قصة أمل واللي حصل للناس محاولةً منهم أنهم يكسروا القالب اللي اللاجئين محطوطين فيه في مجتمعات كتير، والأهم كمحاولة منهم للفت نظر أي أب أو أم طفلهم بيتعرض لتنمر حتى لو بسيط لخطورة الموضوع وضرورة التعامل معاه وبسرعة!

الحقيقة أن أمل مش أول ولا آخر حد التنمر يسرق حياته، بس يمكن حالة أمل كانت مفاجأة لناس كتير وإنذار أقوى من اللي سبقوها.

ليه؟ مش عارفين بالظبط.

يمكن عشان طفلة، أو عشان محدش توقع أن اللي ينجو من النار والحرب، هيموت بسبب التنمر. أو يمكن عشان كل فترة بننسى أو نتناسى كلماتنا ممكن تعمل ايه، ولا حتى سكوتنا على التنمر، و لا تسميتنا ليه حاجة تانية زي “هزار” ولا “لعب” ممكن تعمل ايه.

مع إننا اتكلمنا كتير قبل كدة عن التنمر، حذرنا من أثره وخطورته، شوفنا بعينينا أدلة أن “النكتة” أو “التعليق العابر” اللي بنعمله من غير تفكير ممكن يدمر حياة شخص بمنتهى السهولة. ومع ذلك لسه في ناس شايفة أنه “عادي يعني” الكلمتين اللي الواحد بيقولهم مش هيعملوا حاجة وبلاش أفورة وكدة.

للأسف قصة أمل أكبر دليل ومثال حي أن التنمر خطره بيزيد وأنه مش “عادي” ولا “كلمتين وخلاص”، وأن آه كلامنا مش بس يأذي، ده كمان ممكن يموت!

فلأي حد كان لسه بيحاول يخفف الموضوع أو يقلل أهميته، البنت اللي الحرب مقتلهاش كلام شوية أطفال قتلها، فرجاءً اللي مش هيعرف يساعد أو يقول كلمة كويسة، يسكت، لأن آه الكلام بيقتل.