الكثير من المخدرات في بداية تصنعيها لم تكن بغرض الغياب عن الوعي من الأساس، و أشهر العقاقير التي يدمنها الكثير ويتعاطها البعض من أجل المرح كانت مصنوعة لغرض طبي وليس بغرض الغياب عن الوعي، فمثلًا عقار الترامادول، والذي يعتبر من أشهر العقاقير الطبية التي يتعاطها سائقي الميكروباصات وسيارات النقل، تم تصنيعه كعقار طبي قوي لعلاج الالام المبرحة، ولذلك هذا الموضوع ليس للترويج للمخدرات، بل بالعكس، هو لشرح سبب وجود المخدرات للناس، حتى لا يظنوا انها موجودة في العالم من أجل الغياب عن الوعي.

الماريجوانا/القنب/الحشيش

103df2da4459f41fe7066ef02c41103e

وهو المخدر الأشهر في مصر، بالطبع لن تجد الماريجوانا الخالصة أو القنب موجودة في جميع محافظات مصر، بل يوجد بدلًأ منها الحشيش والذي يتم تداوله بشكل سري بعيد عن أعين الشرطة، ومحبي الحشيش دائمًا ما يروجوا لفكرة تقنين الحشيش، مستغلين فكرة أن هناك بعض البلاد قد جعلت هذا المخدر قانوني، في البداية، يجب أن نوضح أن البلاد التي قننت الترويج للمخدر، كان المقصود بالمخدر هو الماريجوانا وليس الحشيش والذي يعتبر نفس النبتة ولكنها مخلوطة بالعديد من المواد الكيماوية الأخرى من قِبل تجار الحشيش، والسبب الأهم في تقنين نبتة الماريجوانا في هذه البلاد ليس”الاصطباح” كما يظن البعض، بل للمساعدة في تخفيف الام مرضى السرطان.

 المشروم السحري وترانس ماكينا

terrence-mckenna-dmt-revelations-hypothesis-experiences1

ترانس ماكينا هو عالم ومحاضر وكاتب امريكي كان يهتم بالوعي البشري والصوفية والفكر الشاماني ، ومع ايمان “ماكينا ” بنظرية التطور، كان لديه نظرية موازية لتلك النظرية، والتي تفسر الطفرة القوية التي حدثت في تطور الانسان من القرود، غير تناول البروتينات من اللحوم، وهي دور المشروم السحري في هذا التطور، والمشروم السحري هو نبات طبيعي يولد من الارض دون اي تدخل، ويكون على شكل نبتة عيش الغراب المعتادة التي تناولها مع الطعام، ولكن يكون له تأثير على وعي الانسان لفترة تدوم 8 ساعات، في تلك الفترة يعمل المخ بشكل أكبر من المعتاد ويصاحب هذا التطور في الوعي رؤية بعض الهلاوس، نظرية ماكينا هي أن اجدادنا القرود قد تناولوا هذا النبات بشكل عفوي من الارض، وعندما مدهم بشعور لطيف وهلاوس مضحكة، اكلوا منه المزيد، الأمر الذي طور العقل والوعي ليتحول القرد الي انسان، مازال هذا النبات ينمو ومازال هناك الكثير من الشباب يستخدمونه من أجل المرح ورؤية الهلاوس، بينما يرى ماكينا أن الهلاوس هي عرض جانبي للمشروم، فما يفعله الشباب بالمشروم شيء شبيه بتناول دواء الحساسية لكي تنام، بمعنى أنهم يركزون على الاعراض الجانبية للمخدر وليس الهدف الاساسي منه وهو توسيع وعيهم.

  ماذا قال ستيف جوبز عن الـ LSD

hqdefault

هل تعرف هذا العقار، البعض يسميه “آسيد” والآخرون يسمونه LSD كما يطلق عليه الشباب الآن، هذا العقار تأثيره مشابه للمشروم السحري، هل تقرأ هذا المقال من هاتفك ماركة “اي فون” او من حاسب آلي آبل؟ إذا كانت الإجابة نعم، فيجب ان تكون شاكرًأ بشكل أو بأخر لهذا العقار، فهذا العقار كان يتناوله ستيف جويز مؤسس شركة آبل، في شبابه، وهذا ما قاله بنفسه للعديد من وسائل الإعلام حيث قال :” تناول عقار الـ LSD  كان من أعمق التجارب في حياتي، وأهمها، فهذا العقار يجعلك ترى الوجه الآخر للعملة، وجعلني أدرك ما الذي يوجد في هذه الحياة أهم من كسب المال، وهي خلق الأشياء العظيمة التي تضع الوعي البشري على الطريق الصحيح مرة أخرى”، بالفعل عقار الـLSD يقوم بتوسيع مدارك الانسان، ولكنه مثل أي عقار اخر يتم استخدامه بشكل سلبي كالتعاطي المفرط من أجل رؤية الهلاوس فقط وليس من اجل الغرض الحقيقي منه.
الكونجستال، الفلورست، مسكنات الالام، وكل العقاقير الاخرى التي تم  تصنيعها لمساعدة البشرية وليس هدمها، تم استخدامها بشكل سيء، وعندما يصنع الانسان شيء من أجل العلاج، فليس ذنبه أن هناك من يستخدمها من أجل تدمير ذاته، وإن لم يكن تواجد تلك المخدرات هام، فلماذا تنبت من الأرض دون أن تزرعها مثل المشروم السحري، فالمخدرات مثلها مثل وجبة سريعة، إذا استخدمتها استخدام سيء وبشكل متواصل ستؤذيك.