في السنين الأخيرة، أكيد سمعت في دايرتك الشخصية عن تجارب كتير من أصحاب جامعة أو زمايل شغل قرروا يشتغلوا ويستقلوا عن بيت الأهل واضطروا يأجروا شقة لوحدهم أو يشاركوا حد تاني في توفير مكان للسكن يكون مناسب ومريح.

الخطوة دي في حد ذاتها حواليها مشاكل وأسئلة كتير من الأهل والمجتمع زي السؤال ورا الهدف من الإستقلال في الأساس؟ هتسكن مع مين؟ وفين؟ وأزاي؟ ورغم كل الأسئلة دي لكن فيه مشاكل أكتر بيواجهها الشباب اللي بيقرر ياخد الخطوة دي.. وخاصة البنات!

للأسف، الدنيا مش وردى ولسة تفاصيل كتير زي دي المصريين مش قادرين يتقبلوها، معظم الشباب دول بيواجهوا نوع تانى من المشاكل اكبر بكتير من اللى كانوا بيواجهوها في بيت الأهل، وبيدخلوا فى صراع مستمر مع المجتمع المصرى، اللى لسه محتفظ و متمسك بـ “العادات والتقاليد” اللي مش كلها للأسف بتكون صح.

من أول الأهل اللى إقناعهم بالفكرة بيكون صعب وبياخد وقت ومجهود كتير، للبواب اللى مراقب كل تحركاتك، لغاية الجيران اللي فى العمارة و المنطقة، علشان كدة حبينا نعرف أكتر عن التجارب اللي الشباب بيقابلوها ودى قصص لشباب مصريين بيحكولنا تجاربهم مع الإستقلال، و أغرب المواقف اللي قابلوها.

“ده بيت محترم….”

الجملة دى اتقالت لمعظم الشباب اللى سألناهم عن تجربتهم مع السكن في شقة إيجار فى القاهرة، لما قرروا يعزموا صحابهم البنات بغرض المذاكرة، يتغدوا سوا أو حتى يسهروا مع بعض، الفكرة اللى ممكن يلاقيها البعض غريبة ومنفرة و “مش شبهنا كمصريين!”

اللى بيقول الجملة دى غالبًا بيكون “البواب” او “الحارس” اللى شغلته بقت مراقبة كل تحركات السكان ونقلها لصاحب العمارة، ولما بيلاقى المستأجرين الجداد شباب، بيتعمد يقولهم الجملة دى طمعًا فى قرشين زيادة كل شهر، عشان يغض البصر عن أى حاجه بتحصل.

نفس البواب، بمجرد ما بياخد شهريته، بيقرر يغير أفكاره ومعتقداته بالكامل و بيتحول لشخص ليبرالي متحرر! 

“أنا جايبلك عريس…!”

بتحكيلنا بنت مغتربة وعايشة مع صاحبتها فى شقة إيجار فى القاهرة، ازاى صاحب العمارة قرر يبعتلها صورة واحد من معارفه ويقولها مرتبه كام و بيشتغل فين وإنه بيدور على عروسه!

وأنه مالقاش حد أنسب منها يرشحها ليه كزوجة، طبعًا الكلام اللى يبان منمق ومحترم ده بيخفى وراه حاجات تانية، أبسطها تدخله في حياتها الشخصية وعرضه عليها العرض دة رغم إن العلاقة ما بينهم علاقة “صاحب الشقة” و”مستأجر”!

الموقف، اللى فى رأينا، بيعكس النظرة “الأبوية” و “الدونية” لأى بنت بتقرر تكسر القواعد و تعمل حاجة مختلفة، حتى لو بان الموقف من بعيد إنه بنية كويسة.

“الأجانب عادى…المصريين لا!”


شخص تاني حكالنا عن “بواب” بيسمح بالزيارات من البنات في حالة إن البنت دي مش مصرية، ولكن في حالة إن الزيارة من بنت جنسيتها “مصرية” فدة غير مسموح بيه إطلاقًا.
و دة اللي بيخلينا نفكر في إنه المشكلة بالنسبة للشخص دة مش جاية من منطلق ديني أو فكرة إنه حلال أو حرام، لكن المشكلة 

المصريات بيتعاملوا كأنهم شبهه لسبب ما على عكس الأجانب اللى بيتعاملوا معاملة آدمية ومحترمة، الشئ اللى بيعكس ازدواجية المعايير فى ابهى صورها!

“الجيران اقتحموا علينا الشقة وطردونا!”

حكاية تانية من اسكندرية، عن بنت و ولد قرروا يعيشوا مع بعض فى بيت واحد بهدف التوفير. الشئ اللى قد يبدو غريب على مجتمعنا شويه، و لكن كان صاحب البيت و الأهل، اللى على قدر واسع من التفتح، كانوا على علم بيه.

ولكن السكان و أهل المنطقة كان دمهم حامى اوى ومقدروش يسكتوا وقرروا يلموا بعض و يقتحموا الشقة بالقوة ويرموا الولد و البنت فى الشارع!

دى قصص شباب نعرفهم و موجودين في دوايرنا ومضطرين يتعاملوا مع المواقف دى بشكل يومى، المساحة الآمنة اللى هما بيدفعوا تمنها هى فالحقيقة تضحية كبيرة مقابل قرارهم بالإستقلال، بس على الجانب المشرق، وزى ما فى ناس لسه فكرها محدود و تقليدى، ناس كتير بدأت فكرها يتطور و يتقبلوا الموضوع بشكل كبير..

طبعاٌ فى شوية إستثناءات، الموضوع مختلف شوية فى أحياء زى الزمالك، وسط البلد والمعادى، اللى سكانها متعودين أكتر على فكرة السكن المختلط والزيارات من الجنسين وخارج القاهرة، فى اماكن زى دهب مثلاٌ، الموضوع بقى موجود بشكل كبير و إستثنائى!

ودة اللي نفسنا إنه يتكرر في باقي مدن مصر، أو على الأقل في البداية القاهرة، لإن معظم المشاكل اللي بتحصل وبتتكرر بشكل يومي، مابتأكدش غير إن المشكلة مجتمعية من الأساس أكبر من كونها مشكلة دين أو أخلاق.