أفلام
العلاقة بين الفن والدين علاقة مركبة ومعقدة طوال التاريخ، فهناك من يرى أن الدين فن ، وأنه لاينتشر الا بالفن ، فالصلوات رقص، والكتب المقدسة شعر ونثر ، وتلاوتها موسيقى وغناء، ودور العبادة عمارة ونحت..
إنتشرت المسيحية في أوروبا مثل النار في الهشيم بفضل الرسم أولاً، لوحات مريم والمسيح التي سكنت قلوب العالمين، فآمنوا بهم، بالقلب قبل العقل، وبالعين قبل الأذن..
وفي القرون الوسطى وأزمنة حكم الكنيسة، كان الفنان المخالف لرجل الدين يتم حرقه، إصطدم الفن ورجال الدين في قضية الحرية.. لا يعرف رجال الدين إلا الرأي الواحد والحقيقة المطلقة، ومن ثم المنع والمصادرة والحرق حياً إذا لزم الأمر.. تحررت أوروبا من تلك اللعنة، وتم الفصل بين الدين والدولة..
وفي بلادنا، على مايبدو لم نزل نمر بطور القرون الوسطى.. فالمؤسسات الدينية تتدخل في الأعمال الفنية، وتبدي الأراء، وتقوم بالمنع والمصادرة، والتحويل للمحاكم..
وفي هجاء سلطوية المؤسسات الدينية، وحربها على الإبداع.. نستعرض الإبداعات التي حاربتها المؤسسات الدينية في مصر…
ونبدأ بالأزهر والسينما…

 

1 محمد رسول الله

في العام 1926 بدأت القصة، حين عرضت إحدى شركات الإنتاج السينمائي الأوروبية الكبرى على الفنان يوسف وهبي تجسيد شخصية النبي مُحمد، بتمويل من الحكومة التركية وبأمر مباشر من مصطفى كمال أتاتورك رئيس الجمهورية التركية.. في مصر كان الملك فؤاد يمقت أتاتورك، كان يريد أن تعود الخلافة الإسلامية، ويكون على رأسها بذاته، حارب لذلك وفشل، وعندما علم بهذا الخبر جُن جنونه، ولجأ إلى الأزهر مطالباً إياهم بوقف هذا الفيلم بأي شكل.. حتى تلك اللحظة والسينما حديثة عهد، لم يكن علماء الأزهر على ما اعتقد قد علموا بهذا الفن بعد.. ولكنهم أرادوا أن يساعدوا الملك الفاشل ليحقق انتصاراً وهمياً على غريمه أتاتورك.. فأصدروا فتوى سينمائية بتحريم تجسيد النبي مُحمد على الشاشة.. وبذلك تم وأد المشروع الكبير
من هنا بدأت القصة.. التي تسببت في وأد إبداعات كثيرة في مهدها، ربما كان أغلبها هدفه الوحيد تقديم صورة جيدة للإسلام، الملاحق عالمياً بتُهم الرجعية والإرهاب..

2 القادسية

في القانون الذي أسنّه الأزهر بحرمانية تجسيد الأنبياء، أضاف “ والعشرة المبشرون بالجنة “ وكان حظ صلاح أبو سيف أن فيلمه الجديد مع سعاد حسني وعزت العلايلي يتناول الصحابي سعد ابن أبي وقاص.. ورغم أن الفيلم كان يقدم رؤية دعائية متميزة للإسلام وصورته، الا ان الأزهر قام بمنعه، ولم يفتح أي أبواب لمناقشة هذا المنع، ولم يعرض الفيلم بمصر مطلقاً…

3 الرسالة

أفيش فيلم الرسالة
كان مصطفى العقاد أكثر ذكاءاً من سابقيه، أدرك المحظورات، وأراد أن يتجنبها بكل براعة
جاء إلى مصر وكتب السيناريو وحصل على موافقة الأزهر بالطبع، فالفيلم لا يجسد نبي، ولا أحد المبشرين بالجنة.. وحينما انتهى من التصوير وحان موعد العرض، هب أحد مشايخ الأزهر ليذكرهم بأن حمزة صحيح ليس من العشرة المبشرين، ولكنه حتمياً من أهل الجنة.. أقتنع رجال الأزهر وقاموا بمنع الفيلم من العرض نهائياً، ومن حينها وحتى وفاته ظل مصطفى العقاد يضرب أخماساً في أسداس!

4 المهاجر

المهاجر

كتب شاهين سيناريو عن النبي يوسف وأسماه “ يوسف وأخوته “ رفضه الأزهر بشكل قاطع، فكتب شاهين سيناريو مغاير عن بطل إسمه رام، مُقتبسة حياته من سيرة يوسف.. ورغم انه قد كتب توضيح بالعربية انه لا يمت بصلة للنبي يوسف، فقد نزع الفيلم من دور العرض ودخل شاهين الى المحكمة، وتمت تبرئته وتبرئة فيلمه بعد حين.

5 أفلام عالمية

– نوح

226710_dreambox-sat.com
في زمن التورنت، أعتقد الأزهر انه يستطيع أن يغمض أعين الأمة عن مشاهدة هذا الفيلم، إنتفض مشايخه وأمروا الدولة بمنع الفيلم “ لأنه يتنافى مع مقامات الأنبياء والرسل، وتمس الجانب العقائدي وثوابت الشريعة الإسلامية “ وأعتقد أننا جميعاً قد شاهدنا الفيلم عبر وسائط تسبقهم بسنوات ضوئية

– الخروج

بوستر-فيلم-الخروج
بعد الضجة الضخمة التي أثارها قرار منع فيلم نوح، والتي وصل مداها لأوساط بعيدة عن المثقفين والفنانين، لم يتصدر الأزهر الصورة تلك المرة، وقف خلف الكواليس، قام وزير الثقافة ، واجهة الثقافة المصرية،  يقول انه منع فيلماً لأنه يُشكك في معجزة!

 

– محمد رسول الله

Muhammad-movie
البداية كانت معه والنهاية أيضاً، فهي آخر قضايا الأزهر.. الفيلم الإيراني عن النبي مُحمد والذي يخرجه المخرج العظيم مجيد مجيدي، ومن المحزن أن نرى حكماً دينياً مثل إيران ينتج هذا الفيلم ويحميه ويقدمه الى العالم، وأزهرنا هنا ، مازال يشجب ويستنكر عرض فيلم سينمائي!!

 

6 منوعات

الأزهر يعترض على فيلم الوردة البيضاء لمحمد عبدالوهاب 1933 ويطالب بمنعه لأن عبدالوهاب يقبل إحدى- الممثلات وهو مرتدي الطربوش.. ” اه والله ! “
– الأزهر يعترض على فيلم ” سالم أبو أخته ” لمحمد رجب ، لأن الفيلم “” يمثل غطاءً دينيًّا لـ«استبداد القوة الأمنية»، بعدما ظهر أمين الشرطة في الفيلم وهو يمسك في يده جريدة “صوت الأزهر”، متخفيًا وراءها “”
– اعترض الأزهر على عبارة ” أنا عدوك يارب ” في فيلم بالألوان الطبيعية
– اعترض على فيلم الإرهابي لعادل إمام لأنه يقدم صورة سلبية لرجل الدين !!!
– اعترض الأزهر على إسم فيلم خالد يوسف ” خيانة شرعية ” فغيره المخرج الى خيانة مشروعة