في الحلقة السابقة تحدثنا عن صراع السامية السمراء و المعلمة كاريوكا وهن أشهر بنات بديعة مصابني من راقصات السينما المصرية، و اليوم  نستأنف الحديث عن صراع أخر برز في الخمسينات، صراع ” الخواجاية” و بنات البلد.

 

زينات علوي كذلك تكون الأنوثة

زينات علوي

قليل من يعرف أن زينات علوى هي الأخرى بدأت حياتها كراقصة على مسرح بديعة وتحت إشرافها فكانت ترقص ضمن مجاميع الراقصات، ولكن وصولها لخشبة مسرح بديعة كان بمأساه، فأنوثتها المتفجرة بدأت في سن مبكرة فما كان من عائلتها إلا عاملتها بمنتهى القسوة و تعرضت زينات للضرب و الاهانة لا لشيء إلا لأنها أنثي رغم صغر سنها و لانها كانت تناقش و تجادل كثيرا.
كل هذا العنف كان السبيل لأن تتخذ قراراها بالهرب من قريتها المجاورة للإسكندرية إلى القاهرة حيث تختبئ في كنف إحدى قريبتها والتي تعمل راقصة في مسرح بديعة ومن خلالها تسللت زينات علوي إلى عالم الرقص.
زينات لم تنجرف مثل زميلاتها إلى التمثيل منذ ظهورها على الشاشة عام 1951 في فيلم شباك حبيبي ولم تقدم سوى شخصية ناني في فيلم الزوجة رقم 13 و التي كانت تعمل راقصة أيضا، وحتي إعتزالها وإختيارها قرار العزلة التامة بعدما قدمت أخر أفلامها ” السراب ” عام 1970.

نعمت مختار السمفونية الراقصة

نعمت مختار

ربما تكون الأولى التي تتحدث عنها السلسلة ليست من بنات بديعة مصابني، وليدة الخلافات الأسرية و التي هربت بها والدتها من الإسكندرية إلى بورسعيد بعيدا عن عائلة زوجها، لتعيش في بيت السيدة نبوية سليم أشهر “عالمة” في بورسعيد، وسرعان ما اكتشفت نبوية مهارات نعمت في الرقص.
الرقص كان طريق ليس للشهرة و النجومية ولكنه كان الطريق لنيل شهادة الثانوية، حيث كانت الست الناظرة تأتي بنعمت يوميا و تطلب منها ان ترقص لها في مكتبها وفي المقابل نجحت نعمت مختار في كل موادها الدراسية وبالدرجات النهائية دون ان تخوض الإمتحانات.
أما طريقها للسينما كانت مفتاحه الريجيسير الشهير وقتها “قاسم وجدي” والذي تعرفت عليه بعدما أنتقلت هي ووالدتها إلى القاهرة و أقاموا في شارع محمد علي، و تعرفت عليه بصفتها مونولجيست فقدمها للمخرج حسين فوزي و الذي كان يقوم بتصوير فيلم فتاة السيرك وبالفعل خضعت لإختبارات الكاميرا و نجحت  ولكنه قرر ان تؤدي دور راقصة.
خطوات سريعة خطتها نعمت مختار في عالم الرقص جعلها واحدة من راقصات الصفوة ولكي تعرف مدي تميزها وموهبتها في الرقص يكفي أن اقول ان السيدة أم كلثوم كانت تدعوها بـ سيمفونية الرقص الشرقي.
عام وراء اخر حتى قررت نعمت إعتزال الرقص و التفرغ للتمثيل بداية من فيلم مال ونساء عام 1960 لتظهر موهبة أخرى وهي موهبة الممثلة الفذة و التي استمرت في تقديم افلام كممثلة فقط حتى عام 1973 و الذي انتجت فيه فيلمها ” المرأة التي غلبت الشيطان” لتعتزل بعدها الفن و الحياة العامة تماما.

 

كيتي جاسوسة على الرقص الشرقي

كيتي

قتلتها شائعات الجاسوسية حتى بعد إختفاءها، كانت واحدة من تلك الفتيات اللواتي عملن في المجاميع في السينما و شيئا فشيئا أصبحت واحدة من ألمع نجمات الرقص في مصر، مزجت كيتي فوتساتي الرقص الإيقاعي و الأكروبات بالرقص الشرقي فكان لها أسلوبها المميز في الرقص.
ولم يكن الأسلوب فقط هو المميز لكيتي ولكن إبتسامتها الساحرة الجذابة وخفة دمها التلقائية سبيل لأن تترك خانة الراقصة و تصبح ممثله ايضا لدرجة أهلتها للحصول على البطولة المطلقة أمام اسماعيل ياسين في فيلم عفريتة إسماعيل ياسين عام 1954، أي بعد 6 سنوات فقط من ظهورها على شاشة السينما للمرة الأولي عام 1948 في فيلم خلود.
كيتي التي قررت الإختفاء فجأة لتفتح باب الشائعات حول إنتمائها للمخابرات الإسرائيلية من عدمه تركت البلاد فجأة عام 1965 بعدما قدمت أخر افلامها وهو العقل و المال، كيتى و الذي تم تفسير لغز إختفاءها بعد سنوات بأنها علمت بإصابتها بمرض السرطان فلم تتحمل ان تكون موضع شفقة من احد وتركت كل ما لها و عادت إلى عائلتها في اليونان لتقضى هناك باقية حياتها حتي و فاتها.