الستات بقالها قرون محشورة في قالب اتفرض عليها وبتقوم بدور مهين ليها وكأنه الطبيعي، ولكن أخيرًا في الكام سنة اللي فاتوا بدأ يحصل تغيير والستات بدأت تحاول تكسر القوالب دي وتغير القواعد الغير منطقية بالمرة المفروضة عليها وتطالب بأقل حقوقها وهي الإحترام والتقدير.
بس للأسف المثل الشعبي اللي بيقولك “القط ميحبش إلا خناقه” أحيانًا بيتضح أنه صح و دقيق. أحيانًا (بعض) الستات هي اللي بتوقف أي تقدم للستات التانية وبتطالب إنها تتحط في القوالب السخيفة دي وتقوم بالدور المهين اللي كان مفروض عليها من آلاف السنين.
للأسف الشديد واحد من زملائنا اتكعبل في فيديو على تويتر أقل ما يُقال عنه أنه تمثيل جسدي لكل حاجة غلط ومهينة اتقالت في حق الستات على مدار العصور، وللأسف الفيديو منتشر وناس كتير بتكلم عنه!
الجزء الأسوء بقى من الموضوع أن اللي عامل الفيديو واحدة ست…
ماشي…
بغض النظر عن صاحبة الفيديو، وبغض النظر إنها verifiedعلى تويتر وفيس بوك وعندها Followers كتير بما معناه إن عندها platform عامة وكلامها اللي بتقوله في “برنامجها” على ال YouTube في ناس كتير بتسمعه، بس إحنا مش هنا عشان ننتقد شخص، إحنا مهتمين أكتر بالمحتوى اللي بإمكانه يرجع كل ست بتحارب كل يوم عشان تاخد أقل حقوقها سنين كتير لورا…
الراجل “السربوت”؟
“مِسك علي” بتتكلم في برنامجها “في أوضة النوم مع مِسك”؛ عن الراجل اللي بيتقال عليه “نسوانجي أو بتاع ستات”، (اللي هو خاين من الآخر)، وبتوصفه بـ “السربوت”.
لأ احنا مش عارفين يعني ايه سربوت، بس مش ده المهم.
المهم إن مسك بتوصف الراجل السربوت إنه الراجل الطبيعي. من منطلق أن “أنتم عايزينه يبقى بتاع ايه؟ ما الحياة ست وراجل”.
هو ماشي، “ست وراجل”؟ يعني ست واحدة وراجل واحد مش راجل وستات كتير.
مسك بتكمل دفاعها عن الراجل “السربوت” وبتقول للستات:“احمدي ربنا إنه راجل طبيعي بتاع ستات، أصل الرجالة مع الرجالة دول كتروا أوي!ليه دايمًا شايفة إن الراجل بتاع الستات ده راجل مش كويس؟ ليه دايمًا بتبُصي على نص الكوباية الفضي؟ بصي على النص المليان!”
طب بغض النظر عن حتة الـ homophobia السريعة دي، وبغض النطر أنها شاورت على نص الكوباية اللي فوق وهي بتقول بصي على نص الكوباية المليان مش عارفين ازاي، بس اللي نقدر نفهمه من اللي مسك بتقوله يعني إن الطبيعي الراجل يخون الست والغلط ان الست تلوم عليه؟
سربوت ولا بلبل؟
وجهة نظر مسك في اللي هي بتقوله هي ليه الست متقولش إن: الراجل النسوانجي ده بيستكشف حاجات جديدة عشان يقولها عليها وتعمها، و بتقول للستات “ده لمصلحتك أنتي”!
بتكمل مسك كلامها وبتستند في وجهة نظرها على فيلم “بلبل الحيران” اللي البطل فيه كان مش عارف يختار من البنات اللي معاه وبيفضل يقارن “بين مميزات دي و مميزات دي” و بعد كدة بتنصح البنات بمنتهى الحكمة وتقول “سيبيه يبقى بلبل، لو سمحتي”.
بتوصف بقى مسك الراجل البلبل ده بانه “راجل سربوت في نفسه كدة”. وبتقول للست “لو قفشتيه وهو سربوت، سيبيه من فضلك! سيبيه يخلص خالص وبعد كدة اتكلمي معاه .خوديه واحدة واحدة، اسمعي منه ونفذي. شوفي اللي عجبه واعمليه، هينبسط بيكي أوي.”
لو حبينا نلخلص كلام مسك، نقدر نقول أن الستات دورهم في الحياة يبقوا أشياء بتجلب متعة للرجال، وأن الراجل عنده الحرية يبقى خاين وكداب والست المفروض تستوعبه وتراضيه و“تدلعه وتفرفشه” عشان هو بلبل وسربوت و محتاج يتساب يسربت براحته من غير ما حد يزعجه، صح كدة؟
انتحار صاحب الشقة؟
بتكمل مسك سلسلة نصايحها الزوجية بأنها تطلب من الستات يعملوا للرجالة زي ما الفنانة نبيلة عبيد كانت بتعمل في فيلم “انتحار صاحب الشقة” لجوزها بأنها تعمله كل يوم شخصية، “مرة شغالة، مرة رقاصة، ومرة بوابة” وبتقول للستات “خليكي أستاذة نبيلة، اتشقلبي، اعمليله شخصيات كتير وانتي اللي هتكسبي في الآخر!”
يعني الست في “وجهة نظر” مسك مش بس المفروض تسيب الراجل يخون برحته لأ واجب عليها تغير من نفسها وتهين نفسها وتحول نفسها “كل يوم شخصية” عشان تبسطه و تفرفشه.
طيب…
بغض النظر عن القناعات الشخصية والطريقة اللي كل واحد بيختار يعيش بيها حياته ويحترم أو ميحترمش نفسه، أما ست تقرر تعلن عن ده للناس ومش بس تعلن لا وتنصح بيه ككونه الصح والمفروض، فهي كدة مش بتهين نفسها بس دي بتهين مجتمع كامل…
أنا كست بحارب عشان أكتسب أقل حقوقي اللي هي الإحترام كل تعبي وتعب غيري على مدار سنين هيترمي في الزبالة أما تيجي واحدة مننا إحنا كستات و(بشكل عام جدًا) تهين الست ودورها في الحياة وتطلب أنها تتهان أكتر وتستحمل “عشان ده لمصلحتها”.
الست مش وسيلة متعة للراجل، وأكبر وأهم بكتير أوي من أنها تفني حياتها في إسعاد إنسان خاين وتغير من نفسها عشان ترضيه أو ترضي أي حد.
دي مش فيمينسم، ده واقع وحقيقة ولما ست تيجي تقلل من قيمتها، بتقلل معاها قيمة كل الستات، فلازم ناخد بالنا من كلامنا وأثره على غيرنا!
