بالرغم من إننا مش بنتكلم كتير عن أي مسرحيات مصرية وده للأسف بيرجع لقلة الإنتاجات الجيدة الموجودة فيهم، لكن إحنا كنا من الناس اللي شافت أحدث مسرحيات محمد صبحي وهي “أنا والنحلة والدبور”، وبصراحة المسرحية ديه بالذات فاقت توقعاتنا لسبب مهم جداً
:لكن قبل مانقولكم إيه هو السبب ده لازم نديكم خلفية عن المسرحية الأول
“أنا والنحلة والدبور” هي مسرحية من تأليف أيمن فتيحة وإخراج محمد صبحي اللي هو طبعاً أهم أبطالها، وبيشاركوه في التمثيل سماح السعيد، عبدالرحيم حسن، حازم القاضي، ميرنا زكري، بيلار أحمد سامي وعبد الرحمن محمود. وهي حالياً بتتعرض على مسرح محمد صبحي في مدينة سنبل.
السبب الأساسي اللي فعلاً شدنا للمسرحية ديه وخلانا نفكر نكتب عنها هو إنها كانت بتدور حوالين دور المرأة والطريقة اللي المجتمع المصري عاداتاً بيبصلها بيها. فا نقدر نقول إن رسالة المسرحية كانت اللي إحنا بنقول عليه دلوقتي “الفيمينزم” أو “الإكواليتي”. والكلام ده طبعاً معناه من الأخر هو المساواة بين الراجل والست. لا أكتر ولا أقل.
بنقعد كتير نقول قد إيه الناس في مصر وفي العالم كله الحقيقة محتاجة تفهم المعنى الحقيقي لـ كونسيبت “الفيمينزم” ده. لأن أغلب التعاملات والمناقشات اللي بيدور فيها الحوار ده بتخلص بكلام زي “آه، يعني انتوا شايفين إن الست أهم من الراجل!”، “ومين قال إن الست مش وخدة حقوقها؟”، “ما الراجل بيتعب برضه وهو اللي بيجيب الفلوس.”، “بطلوا أي كلام بقى!” وإلى آخره من الكلام اللي انتوا عارفينوا طبعاً.
لكن المسرحية ديه – في إطار كوميدي طبعاً – في حوالي ساعتين ونص قضيت على كل المفاهيم الغلط اللي إحنا لسة قايلنها، وبطريقة بسيطة جداً كمان، لأن الفكرة الأساسية كانت بتدور حوالين بيت مصري طبيعي في راجل وست بيشتغلوا وعندهم أولاد بس الراجل شايف إن الست مهما عملت هتفضل أقل منه وإن هو عشان راجل فا يلحقوا يعمل أي حاجة في أي وقت وفي أي حتة وإن قراراته سيف على رقبة الست.
فوق كل ده، المسرحية بينت أهم نقطة وهي فكرة إن الزوج أو الراجل عموماً في أغلب الأوقات مش بيشوف إن الست بتتعب، مش بيشوف إن فكرة إنها بتشغل، وبتاخد بالها من البيت وبتعمل الأكل وبتودي الولاد المدرسة وبتذاكر لهم – كل ده في نفس الوقت حاجة متعبة أو كبيرة أو تستحق حتى عليها أي كلمة شكر أو تشجيع.
بالعكس، هما بيشوفوا ده يا إما شيء عادي يا إما شيء “مفروض وواجب” على كل ست. ده غير طبعاً الرجالة اللي بتمنع الستات من أصله إنهم يجروا ورا أحلامهم أو يحققوا أي طموح عندهم تحت مسمى “انتَ أم وعندك بيت تاخدي بالك منه.” والأسئلة والتعجبات الشهيرة بتاعة “طب والبيت؟ والأولاد؟ طب وأنا؟”. كأن الست موجودة في الحياة عشان تكرس كل يوم لجوزها وولادها، تاني، تحت مسمى “أنتِ ست، لكن أنا راجل.”
في الحقيقة، إحنا انبهرنا من الرسالة الواضحة والصريحة اللي مسرحية محمد صبحي قدرت توصلها للناس بالطريقة ديه. مش بس كده، لكن بالرغم من إنكار ناس كتير إن إحنا بالفعل عايشين في مجتمع ذكوري دايمًا بينصر الراجل ومش بيشوف أي قيمة للست سواء كان مواضيع كبيرة أو حتى صغيرة، إلا إن مسرحية “أنا والنحلة والدبور” وصلتها بطريقة واضحة وصريحة لإن ده الواقع اللي إحنا عايشين فيه وياما حاولنا نغيره ماعرفناش.
لكن بعد المسرحية ديه وبعد ما بدأنا فعلاً نشوف في كل حتة ستات بتدافع عن نفسها وبتستخدم صوتها عشان تقضي على المجتمع الذكوري، الأمل بدأ يرجعلنا فإن يمكن فعلاً الناس تتغير وتفهم إن “الفيمينزم” اللي متضايقين منه أو “الإكواليتي” مش معناهم أبداً التقليل من الراجل، ولكن معناهم إن الست كمان موجودة وليها حقوق متساوية لأنها مش كائن ضعيف أو ملوش شخصية مستقلة زي ما حاجات كتير أوي – من ضمنها الأفلام والمسلسلات – بتبينها، وديه برضه حاجة مهمة المسرحية قدرت تناقشها كويس جداً.
قولولنا إيه رأيكم في فكرة المسرحية؟ إحنا نفسنا حاجات أكتر تبتدي تناقشة فكرة “الفيمينزم” بمفهومها الصح علشان فعلاً نقدر نقضي على المجتمع الذكوري اللي إحنا للأسف عايشين فيه. يا ترى بتتفقوا معانا ولا ليكوا رأي تاني؟