سمعنا كتير المثل اللي بيقول “صوابعك مش زي بعضها” وده مش مجرد مثل بنسمعه وبنردده كدة وخلاص، دي الحقيقة اللي لازم كلنا نبقي معترفين بيها ومصدقينها، يعني عادي جدا انك تبقي مختلف تماماً عن شريك حياتك، مش لازم عشان انت بتحب الفراولة مثلا هو كمان يبقي بيحبها، وإذا كان بيحبها ده مش معناه انكوا متوافقين لأ، ده ممكن يكون معناه ان الفراولة حلوة مثلاً.

 

المهم واللي عايزة اقوله ان الاختلاف عمره ما كان سبب لمشكلة في اي علاقة، سواء كانت علاقة صداقة او حب، المشكلة دايما بتظهر لما بيتحول الاختلاف اللي بينكوا ده لخلاف، خلاف بيدمر مبيبنيش، محاولة من كل واحد فيكوا إنه يغير التاني عشان يبقي شبهه، نسخة تانية منه، بدل ما يدور على طريقة يوظف بيها الاختلاف ده ويخليه جانب إيجابي من العلاقة، يساعدكوا في انكوا تشاركوا بعض اهتماماتكوا المختلفة فمحدش فيكوا يزهق من التاني، تلاقوا بينكوا حاجات متوافقة مش متتطابقة، لأن التوافق ببساطة هو طريقة التعامل مع الاختلاف اللي بينكوا بس بحب، وسيلة لتقبل اختلاف الشخص الاخر عنك برضا وتسامح ومحاولة لاستيعاب اختلافه في الاهتمامات وطريقة التعامل والانفعالات واستيعاب الأشياء وادراكه ليها وردود افعاله تجاهها.
انك تحاول تحول شريك حياتك لشخص تاني بصفات تانية تعجبك وتحبها أو تكون شبهك ده مش حل، دي انانية منك، لأنك حتى إذا نجحت في ده مش معناه انك هترتاح في حياتك معاه، بالعكس تماماً، ده انت هتبقي عايش مع شخصية مصطنعة، حد اصلا مش عارف نفسه ولا لاقيها، عايش بروح تانية جواه مش بتاعته، وده مع الوقت هيخليه يبدأ يكره نفسه وبالتالي يكرهك.
ولأن محاولة التغيير مش هي الحل، والطبع بيغلب التطبع، فا يا إما كل طرف منكوا يحاول يدور على طريقة سهلة للتعامل مع اختلاف التاني، ويلاقي من الاختلاف ده نقاط ايجابية تساعده على تقوية العلاقة مش تدميرها، يا تقروا بأن الاختلاف ده اكبر من انكوا تعرفوا تتعاملوا معاه وتقعدوا سوا تتفقوا على حل يرضي الطرفين بدل ما يتحول اختلافكوا ده لخلافات مصيرية تكرهكوا في بعض وتدمرلكوا حياتكوا كلها، وفي الأخر اللي بيحب بجد عمره ما هيستسلم واكيد هيلاقي طريق للقرب حتى لو قدامه ألف طريق للبعد..