بقلم كيرو راجي

هات طفل صغير و أديله اي حاجه و حاول تاخدها منه تاني .. أتحداك !!

مع أنها مش بتاعته لكن لو فكرت تاخدها منه هايخرب الدنيا و هايعيط و ممكن يفرج الناس عليك ، مع العلم تاني أنها في الأصل – مش بتاعته – .

Portrait of a naughty and messy little boy. The boy looks angrily at the camera.

 

الطفل الصغير ده هو أنا و أنت ، احنا بنعمل نفس التصرفات دي بالظبط مع كل حاجه بنعلق نفسنا بيها مع اننا المفروض .. كبار !   

في أحد الأيام من نوع الأيام اللي بطلق عليها ” انهارده مش يومي ” و بردد فيها العبارات الشهيره انا أصطبحت بوش مين و بتخانق مع دبان وشي وأنا مفيش حواليا دبان وخلقي في مناخيري .. اشمعني مناخيري ؟! معرفش ، و غالبا بميل للبس الألوان الغامقه و سماع الأغاني الكئيبه من اللي بتلوم الحياه و الظروف و الناس الغداره ، من الأخر بطفي اي نور في حياتي وكـأني ببقي حالف أخلص علي نفسي بنفسي.

و بداءت دماغي هي كمان تقف ضدي و تفكرني بكل ما هو سئ مر عليا في حياتي و تشغل لي فيلم ذكرياتي من أوله و لحد اليوم اللي أنا فيه ده.

الملخص اللي طلعت بيه من فيلم ذكرياتي ده هو مبداء لا يخفي علي حد منكم و هو ” ناثنج لاستس فوريفر ” لا شي يدوم الي الابد ، الحقيقه الكونيه العظيمه دي بتخليك تحضر نفسك دايما انك تاخدها في وشك في اي وقت من مفاجأت الدنيا و النتائج و النهايات اللي مش هاتبقي علي هواك و اللي أوقات بتفوق خيال أعظم مؤلفين العالم.

اغرب ما فينا كبشر يا أخي انك بتبقي عارف ان تفكيرك في الماضي ولومك لنفسك طول الوقت علي اخطاء قديمه وزعلك علي أشياء او أشخاص راحوا وحواديت خلصت عمره ما هايرجعهالك ، وطول ما أنت ماشي وأنت باصص وراك هاتفضل تتشنكل وتقع لحد ماهتيجي عربيه تشيلك وتموت !!

قريت مره جمله حقيقيه جدا بتقول أن ” الماضي زي الأسد اللي نايم جنبك طول الوقت كل ما هاتصحيه هايعضك ” وأنا و أنت عارفين أن احنا اللي علي طول بنصحيه وطول الوقت متعورين منه او متاكل مننا حته ، الفكره كلها اننا ماتعلمناش مبداء بسيط قوي و هو أزاي ” نسيب ” او نتقبل فكرة أن في حاجات في الحياه مش بتاعتنا وان في ناس في الدنيا مش لينا .

السؤال المهم .. هاو تو ليت جو ؟!

من حسن حظي و حظك أنه شئ مكتسب أنك تتعلم ” تسيب ” بكامل أرادتك او علي الأقل تسيب – بنفس راضيه – لو حاجه أتخدت منك غصب عنك ، و بدل ما أنت شايل الماضي فوق كتافك زي الجبل عدي الجبل بقي و أرتاح ، مع العلم أن في أشخاص بيبقوا مستمتعين جدا بدور الضحيه في الحياه لأنه مريح و مش محتاج مجهود و بيخلصهم من تحمل مسئولية أخطائهم و من أحساسهم بالذنب و طبعا مفيش أكتر من الشماعات اللي بنعلق عليها تعاستنا في الحياه والأشخاص اللي بنحملهم مسئولية تدمير حياتنا.

أدمانك علي حب شخص معين او علي وجودك وسط أصحاب معينين او أرتباطك بشئ معين او حلم او حتي فكره مبوظالك حياتك بس أتعودت عليها ليها أعراض أنسحاب و أنت و شطارتك هاتخف في قد أيه ، بس لازم تبقي عارف أنك هاتعدي بلحاظات صعبه و هاتضعف و هاتحن و هاتزعل و يمكن تكتئب و تعيط لكن في النهايه هاتخف.

أبعد علي الأقل في الفتره دي عن الأشياء الملعونه اللي بنسميها ” ميموريز ” الحلو منها والوحش لان الاولانيه هاتخليك تحن والتانيه هاتنكد عليك ، وأبعد عن أنك تفضل تحكي اللي مضايقك وتقلب فيه و أبعد عن الناس اللي بتسأل أسئله سخيفه من نوع ، أنتوا سيبتوا بعض ليه ؟ و جاوب أنت عليهم أجابات زي بتاعت لاعيب الكوره اللي مابيفارقش دكه الأحتياطتي لما بيسألوه أنت مابتلعبش ليه بيقول .. ” وجهة نظر مدرب ” ! ماترضيش فضول الناس علي حساب أنك تتوجع أنت بعد كده ، و حاول تتخلص من أحساسك بالذنب لحاجات أنت مالكش ذنب فيها و أفتكر إن الماضي ده شي أنتهي ومالوش وجود غير جواك انت بس .

أنت عارف من كتر كائبتنا احنا ممكن مانضحكش علي نفس النكته مرتين بس مستعدين نزعل علي نفس الحاجه عشر ألاف مره ، مره واحد صاحبي قال لي أنت عارف مين أكتر واحد بتقضي معاه وقت في حياتك ؟ .. أنت ! ، هو معاه حق و بالتالي ازاي هاقضيه معايا و أنا طول الوقت متضايق مني و بحاسبني و منكد عليا .

بص الحياه كده كده هاتمشي و نظام الكون مش هايختل عشان أنت حزين و الشمس مش هاتفكر ماتطلعش عشان أنت مش قادر تخرج من تجربه و ماحصلش أن الكوره الارضيه بطلت تدور عشان شخص مشي من حياة شخص تاني او عشان واحد ساب شغله او حلم ماتحققش او عشان اي سبب مخليك – ماتزقش – نفسك عشان تطلع لقدام.

في النهايه ربنا طول الوقت بيحطلنا في سكتنا تحويلات بتغير طريق حياتنا للأحسن- دايما – حتي لو كان الظاهر لينا في البدايه مش كده ؛ أنك تسيب شغل مش مرتاح فيه و ضغطك طول الوقت قرار في بدايته يخوف ! لكن ممكن تبقي بدايه لتحول كبير في مستقبلك ؛ انك تسيب حد بقي حمل عليك و بيستنزف مشاعرك و علاقتكم ببعض خلصت و مكملين من باب الرضا بالنصيب و بتضعيوا عمركم قرار يوجع و لكن ممكن يبقي بداية أنك تعيش حياه سعيده فعلا ؛ و أتعلم انك تسيب حاجه عشان تاخد حاجه تانيه أحسن ربنا كاتبهالك.

لو عايز تقرا أكتر لكيرو راجي
دي صفحته على فيسبوك