حملة فرعون

أفلام عيد الفطر السنة دي مش قليلة، والمنافسة قوية ما بين “كازابلانكا“، “الممر“، “سبع البرمبة“، “محمد حسين” و”حملة فرعون“.

بعد ما شفنا فيلم “الممر و إديناكوا رأينا فيه، شفنا “حملة فرعون” وقررنا بردو نقولكوا رأينا فيه.

حملة فرعون

قصة الفيلم

فيلم “حملة فرعون” -زي ما كلنا شفنا من التريلر- هو فيلم إثارة وتشويق، أكشن يعني. الفيلم بيحكي قصة رجل مصري اسمه ‘يحيى فرعون’ بيقتل ناس قصاد مقابل مادي (assassin)، مراته السورية خدت إبنه و هربت بيه عشان ميطلعش زيه ويمشي في سكة غلط. لكن بتقع هي ولاجئين سوريين تانيين في إيد واحد اسمه ‘فرانك‘ و عصابته اللي بتخطف الأطفال و بتجندهم. فبيشكل ‘فرعون‘ فرقة تروح تجيب إبنه و تحرر الأطفال ديه.

الضجة والميزانية

من ساعة ما تم الإعلان عن فيلم “حملة فرعون“، وهو من أكتر الأفلام المنتظرة لسنة ٢٠١٩ لأنه مليان نجوم صف أول وفيه أكتر من ممثل أجنبي زي الملاكم “مايك تايسون” و”هافثور” اللي كان في جيم أوف ثرونز.

الفيلم كان واضح من التريلر أن ميزانيته عالية جدًا. وهو من إخراج رؤوف عبد العزيز، بطولة عمرو سعد، روبي، محمود عبد المغني، حمدي الميرغني، رامز أمير و محمد لطفي. و طبعاً من إنتاج محمد السبكي.

حملة فرعون

ليه بنقول طبعاً؟ لأن وفقاً لمصادر كتير، الفيلم يعتبر من أكبر الميزانيات في تاريخ السينما المصرية، نظراً للإنتاج اللي إتكلف ٧٠ مليون جنيه مصري. وده بعد فيلم “الممر” اللي تخطى ١٠٠ مليون.

النجوم العالمية والإيرادات

على عكس “الممر“، “حملة فرعون” ميزانيته موصلتش للرقم ده عشان هو فيلم تاريخي أو فيه شغل كتير وإلى أخره؛ في الحقيقة السبب الرئيسي هو وجود ٢ من الوجوه الأجنبية الضخمة وهما ‘مايك تايسون‘ الملاكم العالمي و ‘هافثور بيورنسون‘ النجم الأيسلندي المعروف في المسلسل الأمريكي ‘جيم أوف ثرونز‘ بشخصية ذا ماونتن‘.

حملة فرعونحملة فرعون

ده بالاضافة لظهور بطل العالم في كمال الأجسام المصري ‘رامي السبيعي’ الشهير ب ‘بيج رامي‘ و المصارع المصري العالمي ‘كرم جابر‘.

حملة فرعونحملة فرعون

طبعاً الفيلم ده أول ما أعلن عنه كان في ضجة كبيرة بسبب النجوم ديه؛ هي طبعاً حاجة كويسة إن السينما المصرية تتقدم و تضم أبطال و نجوم عالميين. بس للأسف، محاولة “حملة فرعون” في تحقيق الموضوع ده فشلت جداً.

و ب’فشلت‘ إحنا مانقصدش الإيرادات، لأن من أول يوم في عيد الفطر و الفيلم يعتبر إيراداته مش سيئة. أينعم هو في المركز الرابع بعد “كازابلانكا“، “الممر” و “سبع البرمبة“. مع ذلك حقق فوق ال٣ مليون جنيه في يومين، ده برده مايعتبرش فشل.

ليه الفيلم يعتبر من أسوء أفلام الفترة أخيرة؟

أولاً : بالرغم من إن الفيلم مقتبس عن الفيلم الياباني “الساموراي السبعة“، ده بالإضافة كمان لقربه من قصة الفيلم المصري “شمس الزناتي” اللي برده مقتبس عن نفس الفيلم؛ إلا إنه برده فشل في إنه يعمل الطفرة السينمائية الي كانت متوقعة بناءً على الإعلان و الكلام قبل العرض.

مش محتاجين نقول قد ايه “حملة فرعون” كان مليان أكشن، بس الأكشن ده و إستعراض كل واحد من النجوم لمهاراته القتالية خلانا مش عارفين نفرق ما بين قدرة كل واحد نسبة لشخصيته المميزة في الفيلم، يعني المفروض إن في البداية كان في تعريف لكل شخصية و اللي بتعمله، بس على الأخر مابقناش عارفين نفرق و كله كان بيعمل نفس الحاجة، ده غير قصة الفيلم نفسه اللي ضاعت في النص.

حملة فرعون

تمام، إحنا فهمنا إنه رايح يجيب إبنه، وبعدين؟ يعني إحنا لحد دلوقتي مافهمناش ‘فرانك‘ ده و عصابته عايزين ايه بالظبط، كان ايه خطواتهم اللي جاية يعني؟ هيعملوا ايه بالأطفال بعد ما يجندوهم؟ وإزاي بقيت الناس عرفت تهرب بعد ما عيالها إتخطفت في أول الفيلم؟ في حاجة مفقودة في الموضوع.

حاجة تانية، الفرقة اللي بيجمعها فرعون؛ ايه علاقته بكل واحد فيهم من أساسه؟ يعني إحنا فاهمين إنهم كانوا صحابه و إن شخصية روبي كانت مراته، بس كده. ولا عرفنا كان في ايه بينهم زمان ولا أي حاجة.

يعني مثلاً، التنشنة بينه وبين شخصية محمود عبد المغني واضحة جداً، بس سببها غير مفهوم.

وشخصية روبي ، اتقال كذا مرة في الفيلم إنه طلقها و إتجوز صحبتها؛ لا فهمنا ليه ولا إزاي ولا ليه روبي لسة بتحبه ولا إزاي لسة قادرة تتعامل مع صحبتها ديه ولا أي حاجة برده.

ده بالإضافة إن علاقة فرعون بشخصية محمد لطفي “‘أرچنتيني” قوية جداً ومن الواضح إن وراها تاريخ كان ممكن يفسر حاجات كتير، بس برده ماشوفناش حاجة تفهمنا.

وفي كمان مشاهد أكشن في تقديم الشخصيات في أول الفيلم غير مفهومة. يعني بعضها المفروض كان يوضح كل واحد بيعمل ايه بالظبط أو هربان من إيه مثلاً، بس برده إحنا فهمنا كل شخصية بالعافية على مدار الفيلم.

يعني على سبيل المثال، رامز أمير، اللي تجسيده للشخصية كان في الحقيقة كويس مش وحش ،بس برده أدى مشاهد غريبة جداً، المفروض تبقى أكشن وواحد بينط مابين المباني وحاجات كده،للأسف معظمها طلع مضحك لسوء التنفيذ وعدم الواقعية، الإصطناع نفسه كان واضح.

فوق كل ده بقى، في مشاهد كانت موجودة للحبكة الدرامية، بس غير مفسرة؛ أو بمعنى أصح، مش بتضيف حاجة وكان ممكن تتشال عادي و ماحدش هياخد باله.

التمثيل

في الحقيقة، الأداء التمثيلي لأغلب الممثلين في الفيلم كان تحت العادي. أولهم روبي، اللي إحنا أصلاً بنحبها و بنحب نشوفها في أدوار كتير لأن قدراتها التمثيلية كبيرة؛ بس مع الأسف، العكس حصل في “حملة فرعون”.

حملة فرعون

بغض النظر عن إن ولا شخصية كان ليها أبعاد؛ بس الشخصية اللي جسدتها روبي قد تكون أكتر واحدة مش مفهومة وغريبة. كل أما نشوفلها مشهد نحس إنها بتحاول زيادة، وده كان باين جداً.

أدائها كان مبالغ فيه لدرجة أفقدت الدور مصداقيته، المشاعر اللي كانت بتحاول توصلها للجمهور فشلت بنسبة كبيرة، حتى التعاطف معاها في بعض المشاهد كان صعب جداً.

نفس الكلام ينطبق على الممثلة السورية سوزان نجم الدين و الإيطالية مايا طلام، اللي في الحقيقة، أدائهم كان من أسوء الأداء التمثيلي في الفيلم؛ أدائهم كان مصطنع لدرجة خلتنا برده مش عارفين نتعاطف معاهم نهائياً.

حملة فرعون

حتى عمرو سعد، محمد لطفي، ومحمود عبد المغني معملوش أي إضافة تستاهل الحديث تمشي مع الإنتاج القوي، يعني  بالرغم إن أدائهم ماكانش الأسوأ، إلا إنه كان بردو غير ممتع.

حملة فرعون

حملة فرعونحملة فرعون

وبمناسبة الإنتاج القوي، ‘هافثور‘ اللي كان عامل دور ‘فرانك‘ اللي هو المفروض ‘الڤيلان‘ أو الشرير بتاع الفيلم؛ هو كمان أدائه كان مبالغ فيه لدرجة الضعف و الشخصية مكانش ليها أي أبعاد درامية مؤثرة أو واضحة.

إنما عشان نكون حللنا كل حاجة، لازم نذكر إن رغم إن مايك تايسون مظهرش كتير ، أو على الأقل مش بالشكل والعدد المتوقع؛ إلا إن مشاهده كانت مميزة بالنسبة للباقي. والمفاجأة أن أدائه هو اللي ميزه مش بس مهاراته القتالية اللي الفيلم كان مركز بطريقة مبالغ فيها على توضيحها.

حملة فرعون

اللي لاحظناه برده في الفيلم عموماً، إن بالرغم إن القصة مأخوذة عن أعمال تانية، وده كان معلن وفقاً لمصادر كتير وحاجات موثوق فيها، إلا إن ده مش موضح للناس في الفيلم نفسه.

ولو جينا نقارن الفيلم ده ب”حرب كرموز” اللي هو تاني أعلى ميزانية للسبكي ب٦٥ مليون جنيه، وبالرغم إنه برده كان فيه أكشن وبرده كان فيه نجم عالمي وأكيد كان فيه شوية أڤورة؛ على الأقل هنلاقي أن فيه قصة واضحة، مكتوبة كويس، طلعنا منها برسالة والأداء كان جيد من معظم فريق العمل.

الفيلم كمان فيه لحظات مؤثرة، ولكن سوء تنفذها خلانا مش عارفين نعيش القصة نفسها؛ نفس الكلام عن اللحظات الكوميدية الخالية من أي ماتريال ضحك ولا ليها علاقة بسياق الأحداث.

من الأخر، فيلم “حملة فرعون” كان مخلينا منتظرين شيء ماشوفناهوش قبل كده، شيء ضخم وهيضيف للسينما المصرية؛ بس اللي حصل إنه قال يلا نملى الفيلم نجوم عالمية، ونهري الناس مشاهد أكشن غريبة ومبالغ فيها ونحط لمسة درامية عشان الناس تتبسط. وفي الأخر فكرة عدم نجاحه ديه مش إحتمالية نظراً للناس اللي هتشوفه بسبب الضجة والنجوم الكتير!