كان أغرب سؤال بتسأله لما أي حد يعرف إني من جنوب سيناء” إنتوا لسه عايشين في خيام؟؟” سيناء تقريبا لحد فترة قريبة ماكنش حد يعرف عنها حاجة رغم إن تقريبا في حوالي عشرين فيلم اتعملوا كانت سيناء المكان اللى بتدور فيه الأحداث أو على الأقل واحد من الأماكن و بداية ظهور سيناء في السينما جت بدري أوي.
البدايات ترانزيت ومرور الكرام
سنة 1943 قدم توجو مزراحي من تأليفه بالإشتراك مع يوسف وهبي فيلم الطريق المستقيم، بطولة يوسف وهبي وفاطمة رشدي وأمينة رزق وبشارة واكيم، وفي الفيلم بيهاجر البطل ” القاتل” لسيناء ويعيش بين القبائل فترة قبل ما يرجع وتقتله الشرطة برصاصها كعقاب مؤخر على جريمة القتل اللى ارتكابها في شبابه.
سيناء في الفيلم مجرد ترانزيت بيختفي فيه البطل فترة و يرجع لحياته تاني، يعني المكان نفسه مش فارق لو كان البطل هاجر لمرسي مطروح كانت مشيت برضوا هما بس حبوا يجددوا في الاماكن مش أكتر.
يمكن نفس الكلام بنطبق على فيلم الإيمان اللى اتعرض سنة 1952 من إخراج أحمد بدرخان يمكن كان في لزمة لوجود سيناء في الأحداث لكن برضوا الفيلم مروا عليها مرور الكرام خلال إنتقال أحد الشخصيات من مصر للإنضمام إلى الفدائيين في فلسطين وقت حرب 1948.
وده اللى بينطبق حرفيا على فيلم أرض السلام من إخراج كمال الشيخ و تأليف حلمي حليم وعلى الزرقاني برضوا البطل بيروح غزة عن طريق سينا، وفي الفيلمين اللى فاتوا كان وجود سيناء لمجرد الضرورة الجغرافيا ما هي فلسطين جنب سينا مش أسوان.
سيناء بطل الأحداث
فيلم شياطين الجو ؛ سنة 1956 أخراج نيازي مصطفى ومن تأليف وجيه أباظة وبطولة عدد كبير من النجوم زي أحمد رمزي و عبدالسلام النابلسي وعبدالمنعم إبراهيم وسعيد أبو بكر وعبدالغني النجدي، يمكن هنا الفيلم بيستخدم سيناء كمكان لوقوع الأحداث، فيها بتقع الطيارة اللي بتكون سبب في تطوع البطل في سلاح المظلات و فيها بتحصل المعركة الأخيرة بين قوات المظلات وقوات الصهاينة.
وفي سنة 1959 قدم نيازي مصطفى تاني فيلم ليه بتدور احداثه حوالين سيناء ؛ فيلم سمراء سيناء ؛ و يمكن المرة دي اول فيلت تدور احداثه في شبه جزيرة سيناء بشكل كامل، الفيلم اللى كتب السيناريو ليه نيازي مصطفى وكتب حواره وقصته محمد بدر الدين أو اللي احنا نعرفه بأسم بدر نوفل أو المشهور بأسم ” خليفة خلف خلف الله خلف خلاف المحامي”.
الفيلم بتدور أحداثه في سيناء حوالين مهندس بيشتغل في مجال التنقيب على البترول وبتدور أحداث وخيانة من مراته و بتساعده بنت من بنات القبائل في سيناء وتنتهي الأحداث بإجتياح سيناء في العدوان الثلاثي، يمكن لأول مرة كان في سبب لإستخدام سيناء في الاحداث أو إن الاحداث اصلا ماينفعش تحصل غير في سيناء.. بس مع الأسف برضوا سيناء ظهرت قبائل وخيام وجمال وبدو وبس.
النكسة واللي منها
سنة 1972 بيقدم على عبد الخالق من تأليف علي سالم وسيناريو وحوار مصطفى محرم واحد من أجمل افلامه ويمكن من احسن الأفلام اللي اتناولت الفترة من 67 ل 73 وهو فيلم أغنية على الممر.
يمكن من قدر سيناء إنها شهدت صراع عسكري فكان طبيعي إن السينما تستغل الصراع ده في افلام و يمكن بداية الغيث الحقيقي للأفلام دي كان سنة 1972 بأغنية على الممر الفيلم اللي بيدور على مدخل أحد ممرات وسط سيناء مكلفة بيه فصيلة من القوات المسلحة للدفاع عنه اثناء النكسة مع شرح إجتماعي و سياسي دقيق وموجع لأسباب النكسة.
وعلى الرغم من إن الفيلم واحد من افضل الأفلام اللى ممكن تتفرج عليها في تاريخ السينما المصرية إلا إنه فتح الباب قدام سينما الحرب المصرية.
يشاء ربك إن الفيلم التاني إللى كانت سينا فيه محور أحداث برضوا خد نفس منطق ونهج أغنية على المرر في تشريح اسباب النكسة وبينتهي بالعبور وهو فيلم أبناء الصمت اللى اتعرض سنة 1974 من إخراج محمد راضي وتأليف مجيد طوبيا، وبرضوا الفيلم يعد واحد من افضل الافلام المصرية ويمكن أجمل موسيقى تصويرية عملها بليغ حمدي لفيلم في حياته كانت في الفيلم ده.
لكن مستوى الأفلام اللي اتعملت عن حرب أكتوبر بعد كدة كانت اقل بكتير من مستوى الأفلام اللى اتعملت عن النكسة أو حرب الإستنزاف و كانت سينا محور لأفلام كتير زي الرصاصة لاتزال في جيبي وبدور والوفاء العظيم والعمر لحظة ويمكن العمر لحظة هو الفيلم الوحيد اللى جت فيه سيرة جزر البحر الأحمر وخصوصا جزيرة شدوان.
أما في التمانينات اللى بتخش علينا بفيلم إعدام ميت سنة 1982 للمخرج على عبدالخالق برضوا الفيلم المرة دي بيحاول يقرب أوي من سيناء مش بس المكان أو الجغرافيا لكن كمان عادات أهلها وقبايلها عن طريق عيلة منصور الطوبي وابوه شيخ القبيلة، من خلال صراع مخابراتي بين المخابرات المصرية و الموساد الإسرائيلي، وده كان أول وأخر فيلم في التمانينات يتكلم عن سيناء.