جاءت السينما إلى مصر مع بداية ظهورها في العالم، وقتها كانت الحركة المسرحية هي الأنشط إن لم تكن الوحيدة في العالم العربي إضافة إلى نشاط فنون الإستعراض في مصر حيث ازدهرت الكازيونهات والملاهي وتنوعت فقراتها ولكن الرقص كان العمود الفقرى لها، واصبح هناك نجمات في الرقص و الإستعراض وكان لابد للسينما – الفن الوليد وقتها- ان تستغل نجمويتهن لجذب أنظار الجمهور.
وبما أن الراقصات أحد أبطال السينما المصرية فكان لابد من التركيز علي ابرزهن و التأريخ لظهورهن واحدة تلو الأخرى، خاصة وانك هناك أفلام قدمت خصيصا لشخصية الراقصة.

بمبة كشر.. الرقص الصامت

بمبة 2

 

في العشرينات كانت السينما وليدة مجرد محاولات قد لاترقي لمرتبة الأفلام ولكن كان هناك صراع فني ملتهب بين قطبي الرقص في مصر وهما شفيقة القبطية وبمبة كشر و بالطبيعة كان لابد ان تحاول كل منهما أن تعلو على الأخرى ولكن الصراع لم يعد بيد جدران الكباريهات فقط بل تخطاها إلى السينما.
قدمت بمبة كشر للسينما الصامتة فيلمين فقط وهما ” نداء الرب أو “ليلى ” وفيلم بنت النيل” ولم تظهر على شاشة السينما مرة أخرى، الغريب انها لم تظهر في الفيلمين كراقصة بل كممثلة.

بديعة مصابني.. الصيت و الغنى

بديعة 2

بعدما انتهت معركة شفيقة وبمبة بفوز بمبة ووفاة شفيقة ظهرت في عالم الرقص واحدة من ألمع نجوم جيلها وهي بديعة مصابني، وبديعة لم تكن مجرد راقصة بل هي مشروع فني مكتمل، اللبنانية التي ولدت في 1892 بسوريا وتتلمذت وتعلمت التمثيل على يد الريحاني خلال رحلته في الشام وجاءت إلى مصر وسطع نجمها في فرقة الريحاني كممثلة ومطربة وراقصة حتى كونت فرقتها الخاصة بل وكانت لها رقصة سميت بأسمها ” رقصة بديعة”.
فرق بديعة لم تكن هي النجمة المطلقة بل كانت ايضا مكتشفت نجوم فخرج من فرقتها راقصات مثل ” تحية كاريوكا وحكمت فهمي وسامية جمال و ببا عز الدين وغيرهن” و ممثلين مثل بشارة وكيم و اسماعيل ياسين  وغيرهم”
قدمت بديعة للسينما 6 افلام وهم ” أبن الشعب و ملكة المسارح و الحل الأخير، وليالي القاهرة، وفتاة متمردة، وأم السعد”.

انصاف رشدي.. سيئة الحظ

إنصاف رشدي

في العشرينات ايضا بدأ اسم بنات رشدي في الظهور شيئا فشيئا، وهم الثلاثي رتيبة وإنصاف وفاطمة، كانت الصغيرة هي الأسعد حظا فأصبحت واحدة من اقطاب التمثيل المسرحي و السينمائي في مصر واصبحت النجمة الساطعة وقتها بينما أصيبت الشقيقتين رتيبة وإنصاف رشدي بالإخفاق المتوالي .
عملت بنات رشدي في العديد من الفرق منها الريحاني و الكسار وأمين صدقي قبل أن تؤسس فرقتهما الخاصة في كازينو البوسفور، وقدمت إنصاف رشدي فيلما وحيدا وهو “تحت ضوء القمر” عام 1930.

أمينة محمد.. الراقصة الشاملة

أمينة محمد

الفن قبلة عشاقه، طبقا لهذه المقولة تركت أمينة محمد  المولدة في مدينة طنطا عملها في السفارة البولندية و عملها بالصحافة وانضمت إلى الفرقة القومية مع زميلاتها زينب صدقي وعزيزة أمير وفردوس محمد وفي عام 1924 أنضمت مع إبنة شقيقتها أمينة رزق إلى فرقة رمسيس التي أسسها يوسف وهبي وتركتها إلى فرقة إخوان عكاشة ثم فرقة امين عطا الله ثم فرقة فاطمة رشدي ثم فرقة بديعة مصابني.
============

لقراءة الجزء الثاني :  راقصات الأربعينات.. بنات بديعة كلاكيت أول مرة

لقراءة الجزء الثالث : كاريوكا و سامية صراع الأنوثه والنجومية