علشان نكون على نور من الأول.. في فرق كبير بين الوغد bastards  والشرير.. الشرير هو الشخص الذي يقف أمام مصلحة البطل أو في طريقه.. إذن من المفترض أنه ليس شرير بالفطرة أو مش بمبدأ ” أنا شرير” أو حد قله خش يا استاذ أنت هاتعمل دور شرير.. الشر زي أى حاجة في السينما لابد ان يكون له دوافع ومبررات والمفروض إننا بنشوف الشرير شرير لأننا متعاطفين مع البطل مش أكتر.
أما الوغد فهو شرير برضوا.. بس شرير ندل.. شرة مغلف بحالة من السماجة غير المقبولة.. بالبلدي كدة “شرير ملزق” يعني ستيفان روستي لما كان بيقدم شر هو شرير توفيق الدقن شرير زكي رستم شرير المليجي شرير.. طب لما كل دول أشرار إمال مين الأوغاد.. تعالوا نتعرف عليهم وغد وغد.

أنور وجدي وصلاح نظمي.. أوغاد في البداية

أنور وجدي

البداية بينهم كانت متشابهة رغم إختلافها.. أنور وجدي بدأ حياته في ادوار صغيرة وأغلبها كانت في شخصية الشاب الغني العابث زي ما كانوا بيسموها.. الشاب اللى بيحاول يغرر بالبطلة أو يأذي البطل من بدايته سنة 1932 في فيلم أولاد الذوات اللي هو أول فيلم مصري ناطق وده خلاه واحد من أول أوغاد الشاشة.
يمكن أخر مرة أنور وجدي فيها كان وغد على شاشة السينما كانتسنة 1947 في فيلم فاطمة اللي بالصدفة هو اخر افلام أم كلثوم السينمائية، ليتوقف بعدها أنور وجدي عن دور الوغد و يترك الساحة لوغد جديد.

صلاح نظمي

وكان الوغد الجديد وقتها هو صلاح نظمي إللى أبتدى طريقة في السينما من البطولة بعدها نزل للأدوار التانية وتألق فيها، نظمي بدء حياتة بفيلم هذا جناه أبي وفيلم قلوب دامية سنة 1945 وتتخيل إن صلاح نظمي ده كانت أول أدواره دور الوغد “السيس” في نفس الوقت.
نظمي كان غريب كان ممكن يؤدي كل الادوار يعني يطلع وغد أو شرير أو طيب يطلع مجرم او ظابط يطلع معلم او بلطجي أو أرستقراطي، موهبة نظمي كانت مطاطة لدرجة تخليه يليق على أي دور يقدمه، ويمكن أخر مرة ” أتوغدن” فيها صلاح نظمي في السينما كانت سنة 1982 في فيلم “عصابة حمادة وتوتو.

 

كمال حسين.. وغد الدي شامبر

كمال حسين

كل الأوغاد يبدأو كذلك.. دي قاعدة عامة.. مفيش وغد سينمائي بدأ حياته السينمائية في أدوار الطيب و بعدين بقى وغد.. بالعكس إنك تبدا وغد في إحتماليه كبيرة إن تقدم شخصية طيبة في المستقبل.. كمال حسين كان وغد الخمسينات الاول بلا منازاع.. ده تفوق في الوغدنة على رشدي أباظة لما حاول يكون وغد.
كمال حسين أسم مش مشهور أوي بس وش مشهور جدا يكفي أفكرك مثلا بدور فتحي أخو عبدالحليم حافظ في فيلم ايام وليالي.
من أول ظهور ليه على الشاشة سنة 1947 بفيلم زهرة السوق وهو وغد سينمائي حقيقي وظل الوغد الأشهر طول فترة الخمسينات يمكن فلت منه فيلم بورسعيد سنة 1957 ، ما قدمش دور الوغد، ومع نهاية الخمسينات كان كمال حسين بيوعد شخصية الوغد ويدخل شخصية الطيب المستكين الهادي بدوره في فيلم بداية ونهاية سنة 1960، بس تفتكر هو ساب السينما بدون اوغاد.

 

زين عشماوي الوغد الكامل و الإستثناء الذي يثبت القاعدة

زين العشماوي

صدق أو لا تصدق زين عشماوي كان مشروع  بطل طيب و إيجابي من بداية ظهوره في فيلم أنا وأمي سنة 1957، لكن حصلتله طفرة خلته يتحول لأكثر أوغاد السينما المصرية شهرة ووغدنة او ما يسمى بالوغد الكامل
مبدأيا في كل أدواره اللي قدمها بدون شنب كان طيب بإستثناء الدور الطفرة وهو دور عليش سدرة في فيلم اللص و الكلاب لكمال الشيخ اللى اتعرض سنة 1962، في الدور ده ظهرت ميول الوغد جواه لحد ما اكتمل تطورها و اصبح زين عشماوي أشهر من قدم شخصية الوغد.
في السبعينات كانت فترة ازدهار وغدنة زين أكتمل نمو شنبه وخد الطابع الفانديتي مع البدل المقلمة بألوانها الغريبة وقصة الشعر المختلفة واداء وغد واثق من نفسهو للتأكيد راجع اي فيلم لزين عشماوي في الفترة دي و انصحك بشكل شخصي راجع دوره في فيلم الإنسان يعيش مرة واحدة اللى اتعرض سنة 1980 من إخراج سيمون صالح، يمكن تعرف إن بوفاة زين عشماوي خسرت السينما المصرية أهم وافضل أوغادها.

مجدي وهبة.. أخر الأوغاد الأشرار

مجدي وهبة

كانت بدايتة تلفزيونية للغاية لحد سنة 1970 لما قدم دوره في فيلم مقعد بجوار الشيطان ودوره في فيلم ثرثرة فوق النيل سنة 1971، من البداية هاتشوف أنه نموذج جيد للشاب المصري الملتزم الجاد مش الدلوع او الثري العابث لكن النموذج ده ما استمرش كتير.
مجدي وهبة بعد ما كان طيب تحول إلى شرير ثم إلى وغد صريح اللي وصلها و اجاد فيها في مرحلة الثمانينات وتألق فيها جدا وقدم ادوار في افلام زي المطارد وحنفي الأبهة وأبناء وقتلة وغيرها.
من مميزات مجدي وهبة إنه كان بيقدر يفرق بين دور الشر و الوغد فكان يقدر يقدم الاتنين من غير الدنيا ما تسيح على بعض لكن في الفترة ده كان مجدي وهبة ف صراع عنيف مع وغد أخر من اوغاد السينما المصرية.

حاتم ذو الفقار.. أوغاد دائما

حاتم ذو الفقار

كان المنافس الوحيد لمجدي وهبة في الثمانينات يمكن الوحيد اللى قدر يكون وغد أكتر منه، انا بحاول افتكر دور واحد لحاتم ذو الفقار برة دايرة الوغد مش لاقي غير دور توتو في فيلم مسجل خطر مع عادل إمام.
حاتم ذو الفقار كان يبدو انه بيتلذذ لما يقدم دور الوغد، كانت موهبته بتنطلق اكتر في القالب ده عكس المرات القليلة اللي حاول إنه يخرج من القالب ده ويروح لقالب الشرير المباشر أو حتى الطيب كانت موهبته بتتخنق.
حاتم ذو الفقار كان مكس وخلطة غريبة بين الوغد السيس والفلاتي او الشاب العابث والمستفز فكان له نكهة وغدية خاصة بية صعب حد يقلدها او يتفوق عليها حتي في ظل المنافسة بينه و بين مجدي وهبة أو أخر أوغاد التسعينات عماد محرم.

 

عماد محرم.. أخر الأوغاد

عماد محرم

بعيدا عن قدرته التمثيلية وحجم موهبته، عماد محرم اقنعني إن الوغد بيكون وغد لو طلع لسانة و لمس شفايفه بيه هنا بيتحول لوغد مباشرة.
عماد محرم كان دايما علشان يدلل على الوغدنة او الشر كان يعمل الحركة دي هو بيبص على البطلة بشهوانية كان يعملها، وهو بيسرق يعملها، وصلت لدرجة إنه وهو بيقتل الكاتعة بجلالة قدرها عملها وكان بيجود وقتها فكان بياكل لبانة.
عماد محرم هو وغد من نوعية ممكن نسميها ” الوغد في غياب المضمون”.

 

الأسطورة…

حمدي الوزير

البداية كالعادة بعيدا عن الأوغاد وفي مضمار الريفي الساذج أو الشاب الطيب أو الضابط الشجاع لكن يقرر عاطف الطيب إنه يستغل ملامحة الحادة و نظراته في تحويله لشاب عابث وغد ويقدم أو محاولات الإغتصاب قصدي أو أدوار الوغد في فيلم التخشية سنة 1984، طبعا إنا بتكلم عن الأسطورة حمدي الوزير.
حمدي الوزير قرر إنه ياخد خط او قالب الوغد المغتصب وكان بيخرج أحيانا من القالب ده ويقدم شخصيات طيبة أو أوغاد بدون اغتصاب لكن كانت السمه الغالبة إنه اشهر “مغتصب” في السينما المصرية والمغتصب هو درجة عالية من الأوغاد فهو مش وغد عادي لا ده وغد أوي وغد جدا وغد ولا علاج لذلك، علشان كدة يستحق لقبة اسطورة الأوغاد.

 

لماذا لم يعد هناك أوغاد؟

في رأيي الشخصي يمكن لأن أوغاد الواقع بقوا أكتر فمبقاش لطيف إن الناس تدخل السينما تلاقي أوغاد برضوا و يمكن لان مبقاش في ممثلين ينفع يقدموا دور الوغد زي اللي سبقوهم، ويمكن مش ها اقدر أنكر إجتهادات فنانين زي رامي سمير وحيد أو أحمد فلوكس أو أشرف مصيلحي وغيرهم في الحصول على لقب وغد لكن كل تلك الإجتهادات اسفرت عن إننا أمام سينما بلا أوغاد.. لأسف.